وفيها جاءت الإفرنج في البحر، فأعانوا صَنْجيل عَلَى حصار طرابلس، وبالغوا في الحصار أيامًا، فلم يغن شيئًا، ففارقوه [1] .
ونازلوا مدينة جبيل أيامًا، وجدوا في القتال، فعجز أهلُها وتسلموها بالأمان، فغدروا بأهلها، وأخذوا أموالهم وعذبوهم [2] .
ثمّ ساروا إلى عكا نجدةً لبردوين صاحب القدس، فحاصروها برًّا وبحرًا، وأميرها زهر الدّولة بنا [3] الجيوشي، فزحفوا عليها مرّةً غير مرّة، إلى أنّ عجز بنا عن عكّا، ففارقها ونزل في البحر، وأخذتها الإفرنج بالسيف، فإنّا للَّه وإليه راجعون. وقدم واليها إلى دمشق، ثمّ رحل إلى مصر، وعفا عنه أمير الجيوش الأفضل [4] .