ودخل ابن الصّبّاح خراسان، وكاشغر، والنّواحي، يطوف عَلَى قومٍ يضلهم. فلمّا رأى قلعة أَلَمُوت [1] بقزوين أقام هناك، وطمع في إغوائهم.
ودعاهم في السر، وأظهر الزُّهد، ولبس المُسُوح، فتبعه أكثرهم.
وكان نائب أَلَمُوت رجلًا أعجميًّا عَلَويًّا، فيه بَلَهٌ وسلامة صدرٍ، وكان حَسَن الظن بالحسن، يجلس إليه، ويتبرّك فيه. فلما أحكم الحسن أمره دخل يومًا على العلوي فقال: أخرج من هذه القلعة. فتبسم، وظنه يمزح، فأمر الحَسَن بعض أصحابه فأخرجوه، وأعطاه ماله.
فبعث نظام الملك لمّا بلغه الخبرُ عسكرًا، فنازلوه ضايقوه، فبعث من قتل نظام الملك، وترحّل العسكر عَنْ أَلَمُوت.
ثمّ بعث السّلطان محمد بن ملك شاه العسكر وحاصروه [2] .
ومن جملة ما استولوا عَلَيْهِ من القلاع: قلعة طَبَس [3] ، وزُوزَن [4] ، وفاين [5] ، وسيمكوه [6] . وتأذّى بهم أهل البلد، واستغاثوا بالسّلطان، فبعث عسكرًا حاصروه ثمانية أشهر، وفُتحت، وقُتِل كلّ من فيها. ولهم عدّة قلاع سوى ما ذكرنا [7] .