فقال: إنّما هذا الكتاب شَرَفي وشَرَف آبائي من قبلي.
وفيها أمر السّلطان ملك شاه لقسيم الدّولة وبوران وغيرهما أن يسيرا في خدمة أخيه تُتُش، حتّى يستولوا على ما بيد المستنصِر العُبَيْديّ بالسّواحل، ثمّ يسيرون بعد ذلك إلى مصر فيفتحونها [1] ، فسَاروا إلى أن نزلوا على حمص، وبها صاحبها ابن مُلاعِب، وكان كثير الأذِيّة للمسلمين، فأخذوا منه البلد بعد أيّام [2] .
ثمّ ساروا إلى حصْن عِرْقه، فأخذوه بالأمان [3] .
ثمّ نازل طرابُلُس، فرأى صاحبُها جلال المُلْك ابن عَمّار جيشًا لا قِبَل له به، فأرسل إلى الأمراء الّذين مع تُتُش، ووعدهم ليُصلِحوا حاله، فلم يَرَ فيهم مطمعًا، ثمّ سيّر لقسيم الدّولة ثلاثين ألف دينار وتقادُم، فسَعى له عند تُتُش هو وكاتبُه، فغضب تتش وقال: هل أنت إلا تابع لي. فخلاه في الليل، ورحل إِلى حلب، فاضطّر تُتُش إلى التَّرحُّل عن طرابلس [4] وانتقض ما قرَّر لهم السّلطان من الفتوح [5] .
وفيها افْتُتِح للسّلطان اليمنُ. كان فيمن حضر إلى خدمته ببغداد جنق [6] أمير التّركمان صاحب قرميسين، فجهَّزَه السّلطان في جماعة أمراء من التُّرْكُمان