وقال أبو الحسين بْن الطُّيُوريّ: أنشدنا أَبُو بَكْر الخطيب لنفسه:

تغيّب الخلق عن عيني سوى قمرٍ ... حسْبي من الخلْقِ طُرًّا ذلكَ القمرُ

محلُّه فِي فؤادي قد تملَّكَهُ ... وحاز رُوحي فَمَا لي [1] عَنْهُ مصطبرُ

والشّمسُ [2] أقربُ منه فِي تناولها ... وغايةُ الحظّ منه للوَرَى النّظرُ [3]

ودِدْتُ [4] تقبيلَه يومًا مُخَالَسَةً ... فصار من خاطري فِي خدّه أثرُ

وكم حليمٍ رآه ظنَّه مَلَكًا ... وردَّد [5] الفِكر فِيهِ أنّه بشر [6]

وقال غيث الأرمنازيّ: أنشدنا أَبُو بَكْر الخطيب لنفسه:

إن كنتَ تَبْغي الرَّشادَ مَحْضًا ... لأمرِ دُنياك والمَعَادِ

فخالِفِ النَّفْس فِي هواها ... إن الهوى جامعُ الفسادِ [7]

وقال أَبُو القاسم النسيب: أنشدنا أَبُو بَكْر الخطيب لنفسه:

لا تَغْبِطَنّ [8] أخا الدُّنيا لزُخْرُفِها [9] ... ولا لِلَذَّةِ وَقْتٍ عُجِّلَتْ فَرَحَا

فالدَّهْرُ أسْرَعُ شيءٍ فِي تَقَلُّبه ... وفِعْلُهُ بَيِّنٌ للخَلْق قد وَضَحا

كم شاربٍ عسلًا فِيهِ مَنِيَّتُهُ ... وكم تقلّد سيفا من به [10] ذبحا [11]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015