فلما هرب اجتمعت المصامدة، وهم أكثر جند البلد يومئذٍ، فولوا على البلد رزين الدولة انتصار بن يحيى المصمودي [1] . والمصامدة قبيلة من المغاربة [2] .
وكان أهل الشام في غلاءٍ مفرطٍ وقحط، فوقع الخلف بين المصامدة.
وأحداث البلد، فعرف أَتْسِز، فجاء من فلسطين ونزل على البلد يحاصره، وعُدِمت الأقوات [3] ، فسلّموا إليه البلد. وعَوَّض انتصار ببانياس ويافا [4] ، ودخلها في ذي القعدة، وخطب بها لأمير المؤمنين المقتدي، وقطع خطبة المصريين، وأبطل الأذان بحي على خير العمل، وفرح الناس به. وغلب على أكثر الشام وعظُم شانه، وخافته المصريون، لكن حل بأهل الشام منه قوارع البلاء، حتى أهلك الناس وأفقرهم، وتركهم على برد الدّيار [5] .