قال ابن الصّابيء في «تاريخه» : تشققت الأرض، ونبع منها الماء الأسود، وكان ماء سخطٍ وعقوبة. ونهبت خزائن الخليفة. فلما هبط الماء أُخْرِجَ الناس من تحت الهدْم وعلا الناسَ الذُّلُّ. ثم فسد الهواء بالموتى، ووقع الوباء، وصارت بغداد عِبْرةً ومَثَلًا [1] .
وكان صاحب سَمَرْقَنْد خاقان ألتكين [2] قد أخذ ترمذ بعد قتل السلطان ألب أرسلان، فلما تمكن ابنه ملك شاه سار إلى ترمذ وحصرها، وَطمَّ خندقها، ورماها بالمنجنيق، فسلموها بالأمان. فأقام فيها نائبًا، وحصنها وأصلحها وسار يريد سمرقند، ففارقها ملكها وتركها، وأرسل يطلب الصُّلْح، ويضرع إلى نظام الملك ويعتذر، فصالحوه.
وسار ملك شاه بعد أن أقطع أخاه شهاب الدين تكِش بلْخ وطخارِسْتان [3] .
ثم قدم الري، فمات ولده إياس، وكان فيه شرّ وشهامة، بحيث أن أباه كان يخافه، فاستراح منه [4] .
وفيها بنيت قلعة صرخد، بناها حسّان بن مسمار الكلبيّ [5] .