العمل؟ ولا بد أن يدوس بساطي.
فامتنع محمود فحاصرها مدة، فخرج محمود ليلةً بأمه، فدخلت وخدمت وقالت: هذا ولدي فافعل به ما تحب.
فعفا عنه وخلع عليه، وقدم هو تقادُم جليلة، فترحل عنه [1] .
وفيها الوقعة العظيمة بين الإسلام والروم.
قال عزّ الدين في «كامله» [2] : فيها خرج أرمانوس طاغية [3] الروم في مائتي ألف من الفرنج والروم والبجاك [4] والكرج [5] ، وهم في تجمل عظيم، فقصدوا بلاد الإسلام، ووصل إلى مَنَازْكِرْدٍ [6] بُليدة من أعمال خلاط. وكان السلطان ألب أرسلان بخويّ [7] من أعمال أَذْرَبَيْجان قد عاد من حلب، فبلغه كثرة جموعهم وليس معه من عساكره إلا خمس عشرة ألف فارس، فقصدهم وقال: أنا ألتقيهم صابرًا محتسبًا، فإن سلمت فبنعمة الله تعالى، وإن كانت الشّهادة فابني ملك شاه ولي عهدي.
فوقعت مقدمته على مقدمة أرمانوس فانهزموا وأسر المسلمون مقدّمهم،