14- الحسن بن أبي الفضل [1] .

أبو عليّ الشَّرْمقانيّ [2] المؤدّب المقرئ. نزيل بغداد.

قال الخطيب [3] : كان من العالمين بالقراءات ووجوهها.

حدّث عن: إبراهيم بن أَحْمَد الطّبريّ، وأبي القاسم عبيد اللَّه بن الصَّيْدَلانيّ.

وقال لي: سمعت من زاهر بن أَحْمَد السَّرْخَسيّ.

وشرمقان من قُرَى نَسَا. تُوُفّي في صَفَر.

قلت: قرأ عليه: أبو طاهر بن سوّار، وأبو غالب بن القرار، وغيرهما، وكان زاهدًا ورِعًا قانِعًا باليسير. كان يخرج إلى دِجْلة، فيأخذ ورق الخسَّ المَرْميّ فيأكله، وكان ذلك أيام القَحْط. وكان يأوي إلى مسجد بدرب الزَّعفران، فرآه ابن العلاف يأكل الورق، فأخبر الوزير رئيس الرّؤساء ابن المسلمة بذلك فقال:

نبعث له شيئًا.

قال: لَا يقبله. فقال: نتحيّل فيه. وأمر غُلامًا أن يعمل لذلك المسجد مفتاحًا وقال: احمل له كل يوم رغيفين ودجاجة مُطَجَّنة وقطعة حلاوة. فكان إذا جاء وفتح المسجد رأى ذلك في المحراب، فيتعجَّب ويقول: المفتاح معي وما هذا إِلَّا من الجنَّة. وكتم أمره، فأخصب جسمه وسمن، فقال له ابن العلاف: ما لك قد سمنْت وأضاءت حالتك؟ فتمثّل:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015