الْإِمام أبو عَمْرو الأُمَويّ، مولاهم القُرْطُبيّ المُقرئ الحافظ، المعروف في وقته بابن الصَّيْرَفيّ، وفي وقتنا بأبي عمرو الدّانيّ، صاحب التّصانيف.
قال: أخبرني أبي أنّي ولدت سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، فابتدأت بطلب العلم في أوَّل سنة ستٍّ وثمانين، ورحلت إلى المشرق سنة سبعٍ وتسعين ومكثت بالقيروان أربعة أشهر، ثم توجّهت إلى مصر، فدخلتها في شوَّال من السَّنة، ومكثت بها سنةً، وحَجَجت.
قال: ودخلت إلى الأندلس في ذي القعدة سنة تسع وتسعين وثلاثمائة وخرجت إلى الثّغر سنة ثلاث وأربعمائة، فسكنت سَرَقُسْطة سبعة أعوام، ثم رجعت إلى قُرْطُبَة. وقدِمْتُ دانيةً [1] سنة سبع عشرة [2] .
قلت: واستوطنها حتّى تُوُفّي بها، ونُسِبَ إليها لطول سكناه بها.
وسمع الحديث من طائفة، وقرأ على طائفة، فقرأ بالروايات على: عبد العزيز بن جعفر بن خُوَاشتيّ [3] الفارسيّ ثم البغداديّ نزيل الأندلس، وعلى