فخندق القائم على نفسه حول داره وحوّل نهر المُعَلّى. وأحرقت الغَوغاء نهر المُعَلّى ونُهِب ما فيه [1] .

وقوي البساسيريّ، وتقلّل عن القائم أكثر الناس، فاستجار بقُريش بن بدران أمير العرب، وكان مع البساسيريّ، فأجاره ومن معه، وأخرجه إلى مخيّمه [2] .

[القبض على وزير القائم وموته]

وقبض البساسيري على وزير القائم رئيس الرؤساء أبي القاسم ابن المسلمة، وقيّده وشهَّره على جملٍ عليه طرطور وعباءة، وجعل في رقبته قلائد كالمسخرة، وطيف به في الشوارع وخلفه من يصفعه. ثُمَّ سُلِخ لهُ ثور وأُلبِس جلده وضُبِط عليه، وجعلت قرون الثّور بجلدها في رأسه. ثُمَّ عُلّق على خشبة وعُمِل في فكيه كلوبين، فلم يزل يضطرب حتى مات رحمه الله [3] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015