أبو العبّاس، الخليفة القادر باللَّه أمير المؤمنين ابن الأمير أبي أحمد ابن المقتدر باللَّه الهاشميّ، العباسيّ، البغداديّ.

بويع بالخلافة عند القبض على الطّائع للَّه في حادي عشر رمضان سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة. ومولده في سنة ستٍّ وثلاثين.

وأمُّه تمني [1] مولاة عبد الواحد ابن المقتدر، كانت ديّنة خيّرة معمّرة تُوُفِّيت سنة تسع وتسعين وثلاثمائة [2] .

وكان أبيض كثّ اللَّحية طويلها، يَخْضِبُ شَيْبَه.

وكان من أهل السِّتر والصِّيانة، وإدامة التّهجُّد [3] .

تفقّه على العلّامة أبي بِشْر أحمد بن محمد الهَرَويّ الشّافعيّ، وعدَّه ابن الصّلاح في الفُقَهاء الشّافعيّة.

قال الخطيب [4] . كان من الدَّيانة وإدامة التهجُّد، وكثرة الصَّدقات على صفةٍ اشتهرت عنه. وصنَّف كتابًا في الأُصُول ذكر فيه فضل [5] الصّحابة وإكفار المعتزلة والقائلين. بخلْق القرآن.

وكان ذلك الكتاب يُقرأ كلّ جُمُعةٍ في حلْقة أصحاب الحديث بجامع المهديّ، ويحضره النّاسُ مدّة خلافته، وهي إحدى وأربعون سنة وثلاثة أشهر [6] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015