في المحرّم نقب اللُّصوص دار المملكة وأخذوا قماشًا وهربوا [1] ، وأقام التّجّار على المبيت في الأسواق، وأمْر العيّارين يتفاقم لأنّ أمور الدّولة مُنحلّة، فلا قوّة إلا باللَّه [2] .
وفيها عُزِل أبو الفضل محمد بن عليّ بن عبد العزيز بن حاجب النُّعْمان عن كتابة الإنشاء للقادر باللَّه، وكانت مباشرته سبعة أشهر، لأنه لمّا تُوُفّي أبوه أبو الحسن وأُقيم مقامه لم تكن له دِرْبَةٌ بالعمل [3] .
[فتنة الصّوفيّ]
وفيها عزم الحرميّ [4] الصُّوفيّ الملقّب بالمذكور على الغزو، واستأذن السّلطان، فأذِن له وكتب له منشورًا، وأُعطي منْجُوقًا [5] . واجتمع إليه طائفة فقصد الجامع للصّلاة ولقراء المنشور، ومرّ بطاق الحرّانيّ وعلى رأسه المَنْجُوق [5] وقُدّامه الرّجال بالسّلاح، وصاحوا بذِكْر أبي بكر وعمر وقالوا: هذا يوم معاويّ [6] .