وقَالَ يوسف بْن هلال: أنشدني الوأواء لنفسه:

ترشّفتُ من شَفَتَيْه العُقَار ... وقبّلت من خدّه جُلَّنَارا [1]

وشاهدْت منه كَثيبًا مهيلا ... وغصنًا رطِيبًا وبدْرًا ونارا

وأبصرْت من وجهه فِي الظلام ... بكلّ ما كَانَ بليلٍ نهارا

قَالَ: وأنشدني لنفسه:

زمان الرّبيع زمان أنيق ... وعَيْش الخلاعة عيش رفيق

وقد جمع الوقت حاليهما ... فمن ذا يفيق ومن يستفيق

ويوم ستارَتُه غَيْمُه ... وقد طَرَّزَتْ رَفْرَفَيْه البُرُوق

عقدنا من النَّدِّ دُخَّانه ... ومن شَرَر الرّاح فِيهِ رحيق

سجدنا لصُلْبان منْشُوره ... وقد نصَّرَتْنا لدَيْه الرَّحيق

فذا أصفر وجِلٌ خائفٌ ... وذا أحمر وكَذَاك العشيق

أدر يا غلام كؤوس المُدَام ... وإلا فيكفيك لحظٌ ورِيق

تغنم بنا غفلة الحادثا ... ت فوجه الحوادث وجهٌ صَفِيق [2]

وله فِي سيف الدولة بْن حمدان:

من قاسَ جَدْوَاك بالغَمام فما ... أنصف فِي الحُكْم بين شكلين [3]

أنت إذا جُدْتَ ضاحكٌ أبدًا ... وهو إذا جاد باكيَ [4] العَيْن [5]

وله:

أتاني زائرًا من كَانَ بيدي ... ليَ الهجر الطويل ولا يزورُ

فَقَالَ النّاس لمّا أبصروه ... ليَهْنَكَ زارك القمرُ المنيرُ

مَتَى أرعى رياض الحُسْن فِيهِ ... وعيني قد تضمّنها غدير [6]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015