اسكُني يا فلانة، فقد ذهبت الْأمانة. أَمْ فِي الجاهلية، ولَبِيدُ فِي خَلْفٍ كجِلْد الْأجرب [1] ، أمْ قبل ذَلِكَ، وأخو عادٍ يَقُولُ:

إذ النّاس ناسٌ ... والبلاد بلاد [2]

أمْ قبل ذَلِكَ، وآدم فيما قيل يقول:

تغيّرت البلاد ومَن عليها أمْ قبل ذَلِكَ والملائكة تَقُولُ: أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ 2: 30 [3] ما فسد الناس، وإنّما اطّرد القياس، لا أظلمت الأيّام،: إنّما امتدّ الظلام، وهل يفسد الشيء إلا عَنْ صَلاح، ويُمسي المرء إلا عَنْ صباح؟

وإنّي عَلَى توبيخ شيخنا لي، لَفَقِيرٌ إلى لقائه، شفيق عَلَى بقائه، مُنْتَسِبٌ إلى ولائه، شاكر لآلائه، لا أجْلُ حريدًا عَنْ أمره، ولا أقْلُ بعيدًا عَنْ قلبه، وما أُنْسِيتُه ولا أنساه.

إنّ له عليّ كلّ نعمة خوّلنيها اللَّه ثارا ... وعَلَى كل كلمة علّمنيها اللَّه منارا

ولو عرفت لكتابي موقعًا من قلبه، لاغتنمت خدمته بِهِ، ولَرَدَدْتُ إِلَيْهِ سُؤْر كاسه وفضل أنفاسه، ولكنّى خشيت أن يَقُولُ: هذه بضاعتنا رُدَّت إلينا.

وله، أيّده اللَّه العُتْبَى والمَوَدَّة فِي القُرْبى، والمرباع، وما نالَه الباع، وما ضمّه الجلد، وضمّنه المشط. ليست رضًى، ولكنها جلّ ما أملك اثنتان، أيّد اللَّه الشَّيْخ الإمام، الخراسانية والإنسانية، وإن لم أكن خُرَاسانيّ الطّينة، فإنّي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015