كلّه، ووجدك، أدام اللَّه تأييدك، قد انفردتَ بهذه المأثرة [1] واستحققت بها من اللَّه جليل الْأثَرَة، ومن أمير المؤمنين سنيّ المنزلة، وعليّ المرتبة» .
وفيه: «فقد أصبحت سيف أمير المؤمنين المُبير لأعدائه، والحاظي دون غيرك بجميل رأيه، والمستبدّ بحماية حَوْزَته ورعاية رعيّته، والسّفارة بينه وبين ودائع اللَّه عنده في بريّته، وقد برزتْ راية أمير المؤمنين عن الصَّليق [2] موضع مُتَوَجَّهه نحو سريره الذي حرسته، ومستقرّ عزّه الذي شيّدته، ودار مملكته التي أنت عِمادها» .
إلى أن قال: «فواصِل حضرةَ أمير المؤمنين بالإنهاء والمطالعة، إن شاء اللَّه، والسّلام عليك ورحمة اللَّه وبركاته. وكتب لثلاثة بقين [3] من شعبان» [4] .
واسم القادر: أحْمَد بن إسحاق بن المقتدر أَبُو العباس، وأمُّه تمني [5] مولاة عبد الواحد بن المقتدر. وُلِد سنة ستٍّ وثلاثين وثلاثمائة، وكان حَسَنَ الطّريقة، كثير المعروف، فيه دين وخيْر، فوصل إلى جَبُّل [6] في عاشر رمضان، وجلس من الغد جلوسًا عامًّا، وهُنّئ، وأنشد بين يديه الشعراء، فمن ذلك قول الرّضيّ الشريف [7] :
شرفُ الخلافة يا بني العباس ... اليوم جدّده أَبُو العبّاس
ذا الطّوْد [8] بقّاه الزّمان ذخيرة ... من ذلك الجبل العظيم الراسي