منذر بن سعيد بْن عَبْد الله [1] بْن عبد الرَّحْمَن، أبو الحاكم البَلُّوطي [2] الكُزْني. وكُزنة فخذ من البربر، قاضي القضاة بقرطبة.

سمع من: عبيد الله بن يحيى الليثي، وحجّ سنة ثمان وثلاثمائة، فأخذ عن أبي المنذر كتاب «الأَشراف» وأخذ العربية [من] [3] ابن النحّاس.

كان يميل إلى رأي داود الظاهريّ ويحتجّ له، ووُلّي القضاء في الثغور الشرقية. ثم وُلّي قضاء الجماعة سنة تسعٍ وثلاثين، وطالت أيامه وحُمدت سيرته، وكان بصيرًا بالْجَدَل والنظر والكلام، فَطِينًا بليغًا متفوّهًا [4] شاعرًا، وله مُصَنَّفات في القرآن والفِقْه، أخذ النّاس عنه.

تُوُفّي في ذي القعدة، وله اثنتان وثمانون سنة، وقد ولي الصلاة بالمدينة الزهراء، وكان قوّالًا بالحق لا يخاف لومة لائم، وكان كثير الإنكار على الناصر لدين الله عبد الرحمن، بليغ الموعظة كبير الشأن. [5] قيل إنّ أول معرفته بالنّاصر أنّ النّاصر احتفل لدخول [رسول] ملك الروم صاحب قسطنطينية بقصر قُرْطُبَة الاحتفال الذي اشتهر، فأحب أن يقوم الشعراء والخطباء بين يديه، فقدّموا لذلك أبا علي القالي [6] رصيف الدولة، فقام وحَمَد الله تعالى وأثنى عليه، ثم ارْتُجّ عليه وبُهِت وسكت، فلما رأي ذلك منذر القاضي قام دونه بدرجة، ووصل افتتاح القالي بكلام عجيب بهر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015