ويقال: أحمد بن محمد بن أبي سعْدان البغداديّ، العارف. ذكره السُّلميّ في تاريخه مختصرًا وقال: لم يكن في زمانه أعلم بعلوم هذه الطائفة منه.
وكان أستاذ شيخنا أبي القاسم الرّازيّ. سمعتُ أبا القاسم يقول: سمعتُ ابن صُديق وأبا العبّاس الفَرَغانيّ يقولان: لم يبقَ في هذا الزمان لهذه الطائفة إلّا رجلان: أبو عليّ الرُّوذَبَاريّ، وأبو بكر بن أبي سعْدان. وأبو بكر أفهمهما [1] .
597- أبو بكر بن طاهر الأبْهريّ [2] .
هو محمد، وقيل: عبد الله بن طاهر الطّائيّ، أوحد مشايخ أبهر. كان في أيّام الشّبْليّ، ويتكلّم على علم الظّاهر وعلم الحقيقة، وكان مقبولًا على جميع الألسنة.
كتب الحديث الكثير ورواه. قال ذلك فيه السُّلميّ [3] . ثم قال: سمعتُ محمد بْن عَبْد الله بْن شاذان يقول: سمعتُ أبا بكر بن طاهر يقول، وسُئِل عن السّماع، فقال: لذةٌ كسائر الّلّذات.
قال مهديّ بن أحمد: ما نفعني صُحبة شيخٍ كما نفعني صحبة أبي بكر عبد الله بن طاهر الأبْهريّ. سمعتُ منصور بن عبد الله: سمعتُ ابن طاهر يقول: عطاياه لا تحمل إلّا مطاياه [4] .
وقيل: سُئِل ابن طاهر عن الحقيقة، فقال: كلّها عِلم.
فسُئِل عن العلم، فقال: كله حقيقة [5] .
وقال إبراهيم بن شيبان: ما رأى ابن طاهر مثل نفسه.