وفيها ظهرت الوحشة بين محمد بن رائق وبين أبي عبد الله البريديّ [1] .
ووافى أبو طاهر القَرْمَطِيّ إلى الكوفة فدخلها في ربيع الآخر، فخرج ابن رائق في جُمَادَى الأولى، وعسكر بظاهر بغداد. وسيَّر رسالة إلى القَرْمَطِيّ فلم تُغْنِ شيئًا، ثمّ إنّ القَرْمَطِيّ ردّ إلى بلده [2] .
وفيها استوزر الرّاضي أبا الفتح الفضل بن جعفر بن الفُرات بمشورة ابن رائق. وكان ابن الفُرات بالشّام فأحضروه [3] .
ومضى ابن رائق إلى واسط وراسل البريديّ، فلم يلتفت وأخذ يماطله.
وبعث جيشًا إلى البصرة يحفظها من ابن رائق، وطيّب قلوب أهلها، فقلق ابن رائق، وبعث إلى البصرة جيشًا، فالتقوا فانهزم جيش ابن رائق غير مرّة [4] .
ثمّ قدِم بدر الخَرْشَنيّ من مصر، فأكرمه ابنُ رائق، ثم نَفَّده وبَجْكَمًا إلى الأهواز، فجهّز إليهما البريديّ أبا جعفر الجمّال [5] في ألف نفس [6] ، فالتقوا على