بألف ألف دينار [1] . ثمّ سُلِّمَ إلى أبي العبّاس الخصيبيّ، فجرى عليه من المكاره والتّعليق والضَّرْب عجائب [2] .
قال ثابت [3] : كلّفني الخصيبيّ الدُّخول إليه يومًا وقال: إنّ كان يحتاج إلى الفَصْد فليُفْصَد بحضرتك. فدخلتُ فوجدته مطرَوْحًا على حصير، وتحت رأسهِ مخدّة وسِخَة، وهو عُرْيان في وسطه سراويل، ورأيتُ بدَنَه من رأسِه إلى أطراف رِجْلَيه كالباذنجان، وبهِ ضيق نَفَس شديد. وكان الّذي تولّى عذابه ودَهَق صَدْره الدَّسْتُوائيّ [4] . فقلت: يريد الفصْد.
فقال الخصيبيّ: وكيف نعمل، ولا بدّ من تعذيبه كلّ يوم؟
قلت: فيتلف.
قال: أفصدْه.
ففصدته ورفّهتُه ذلك اليوم. واتَّفق أنّ الخصيبيّ استتر ذلك اليوم، فاطمان ابن مقلة وتصلّح. وحضَر أبو بكر بن قرابة، وضمن ما عليه وتسلَمه [5] .
وفي جُمَادَى الأولى قبض الرّاضي على المظفّر بن ياقوت وهدم داره، ثمّ أطلقه بعد جمعه وأصدره إلى أبيه ياقوت [6] .
وعزل بدر الخَرْشَنيّ عن الشّرطة، ووليها كاجوا [7] .