فيها ظهرت الدَّيْلَم، وذاك لأنّ أصحاب مرداويخ [1] دخلوا أصبهان، وكان من قُوّاده عليّ بن بُوَيْه. فاقتطع مالًا جليلًا وانفرد عن مخدومه.
ثمّ التقي هو ومحمد بن ياقوت، فهزم محمدا واستولى على فارس [2] .
وكان بُوَيْه فقيرًا صعلوكًا يصيد السمك، رأى أنّه بالَ، فخرج من ذَكَره عمود نار. ثمّ تشعَّب العمود حتّى ملأ الدّنيا. فقصَّ رؤياه على معبّر، فقال: لا أعبّرها إلا بألف درهم.
فقال: والله ما رأيتُ عُشْرها، وإنّما أنا صيّاد.
ثمّ مضى وصادَ سمكه فأعطاه إيّاها، فقال له: ألكَ أولاد؟ قال: نعم.
قال: أبشِر فأنّهم يملكون الدّنيا، ويبلغ سلطانهم على قدر ما احتوت النّار الّتي رأيتها [3] .