ودخل في عاشر محرَّم مؤنس والجيش، فأُرجف بالمقتدر أراجيف شديدة.
ثمّ اتّفق مؤنس وأبو الهيجاء ونازوك عَلَى خلعه، فخرج مؤنس في ثاني عشر محرَّم إلى الشّمّاسيّة في الأمراء والجنود. وفي رابع عشر جاءوا إلى دار الخلافة، فهرب الحاجب مظفَّر، والوزير ابن مُقْلَة، والحشم، ودخل مؤنس وأبو الهيجاء ونازوك، وحصل الجيش كلّه في دار الخليفة، وأُخْرج المقتدر بعد العشاء ووالدته وخاله وحُرَمه إلى دار مؤنس [1] .
ودخل هارون من قطربُّل [2] فاختفى ببغداد، فأحضروا محمد بْن المعتضد من الحريم، وكان محبوسًا، فوصل في الثُّلث الأخير، وبايعه مؤنس والأمراء، ولُقَّب بالقاهر باللَّه [3] .
وكان عليّ بْن عيسى محبوسًا فأطلق إلى بيته، وقلّدوا أبا عليّ بْن مُقْلَة وزارة القاهر باللَّه، وقلّدوا نازوك الحجابة والشّرطة [4] ، وقلّد أبو الهيجاء إمرة الدينور، وهمدان، ونهاوند، ممّا بيده من الجزيرة والموصل [5] .