قال المُسَبّحيّ: فيها كانت وقعة بَرْقَةَ، وكان عليها المنصور، فسلّمها وانهزم إلى الإسكندرية [1] .
وفيها سار أبو داود حَبَاسَة بن يوسف الكتاميّ البربريّ في جيشٍ عظيم قاصدًا إلى مصر مقدّمةً بين يدي القائم محمد، فوصل إلى الجيزة، وهَمّ بالدُّخول إلى مصر فغلط المخاضة ونُذِر به، فخرج إليه عسكر، فحالوا بينه وبين الدخول، وأعانهم زيادة النيل، فردّ إلى الإسكندرية، فَقَتَلَ وأفسدَ [2] .
ثم سار جيش المقتدر إلى بَرْقَةَ، وجرت لحباسة ولهم حروب.
وقلَّد المقتدرُ مصرَ أبا عليّ الحسين بن أحمد، وأبا بكر محمد بن عليّ [3] المادرائيّين، وأضاف إليهما جُنْدَ دمشق وفلسطين، فسارا إلى مصر، فكان بينهم وبين الفاطميّ وقْعات. ثم رجع إلى بَرْقة، وأقام المادرائيّ بمصر.
وملك الفاطميّ الإسكندرية والفيّوم، ثمّ ترك ذلك وردّ [4] .