فَقَالَ: لو شئت أن أسكّره ببذْل [1] الأموال لفعلت حَتَّى أعبره [2] .
فَقَالَ إسْمَاعِيل: أنا أعبر إليه. فجمع الدَّهاقين وغيرهم، وجاوز النَّهْر.
فجاء عَمْرو فنزل بلخ. فأخذ إسْمَاعِيل عليه الطُّرق، فصار كالمحاصر. وندِم عَمْرو، وطلب المحاجزة، فلم يُجبه، واقتتلوا يسيرًا، فانهزم عَمْرو، فتبعوه، فتوحَّلت دابته، فأُخذ أسيرًا [3] .
وبلغ المُعْتَضِد، فخلع على إسْمَاعِيل خِلَع السلطنة وَقَالَ: يُقلَّد أبو [4] إِبْرَاهِيم كل ما كان في يد عَمْرو بن اللَّيْث.
ثُمَّ بعث يطلب من إسْمَاعِيل عَمْرو، ويعزم عليه. فما رأى بُدًّا من تسليمه، فبعث به إلى المُعْتَضِد، فدخل بغداد على جمل ليُشهره، فقال الحُسَيْن بن محمد بن الفَهْم [5] :
ألم ترَ هَذَا الدَّهْر كيف صُروفهُ ... يكون يسيرًا مُرّةً [6] وعسيرًا
وحسبك بالصفار نُبلًا وَعِزّةً ... يرُوح ويغدُو في الجيوش أميرا