فيها تُوُفّي أبو مُصْعَب الزُّهْريّ، والحَسَن بن عليّ الحُلْوانيّ، وابن ذَكْوان المقرئ، وزكريّا بن يحيى كاتب العُمريّ، ومحمد بن أسلم الطُّوسيّ، ومحمد بن رُمح التُّجَيْبيّ، ومحمد بن عبد الله بن عمار، ويحيى بن أكثم.
ويقال: فيها كانت زلزلة عظيمة بقومس وأعمالها، هلك منها خلق تحت الهدْم، قيل: بلغت عُدَّتهم خمسةً وأربعين ألفًا. وكان معظم ذلك بالدّامَغَان، حتّى قيل: سقط نصفها. وزُلْزلت الرِّيّ، وجرجان، ونيسابور، وطبرستان، وأصبهان وتقطعت جبال، وتشققت الأرض بمقدار ما يدخل الرجل في الشق. ورُجمت قرية السّويدا بناحية مُضَر، ووقع منها حجر على خيمة أعراب؛ ووُزن حجر منها، فكان عشرة أرطال. وسار جبل باليمن عليه مزارع لأهله حتّى أتى مزارع آخرين.
ووقع بحلب على دُلْبة طائرٌ أبيض دون الرخمة في رمضان، فصاح: يا معاشر النّاس، اتقوا الله الله الله، فصاح أربعين صوتًا، ثمّ طار. وجاء مِن الغد، ففعل كذلك. وكتب البريد بذلك وأشهد خمسمائة إنسان سمعوه.
وفيها حشدت الروم، وخرجوا من ناحية شِمْشاط إلى آمد والجزيرة، فقتلوا وسَبَوْا نحو عشرة آلاف، ورجعوا.
وحجّ بالنّاس والي مكّة عبد الصمد بن موسى بن محمد الهاشميّ. وحجّ من البصرة إبراهيم بن مطهِّر الكاتب على عجلة تجرّها الإبل، وعجب الناس من ذلك.