757 - أبو عبد الله المرجاني، الواعظ، المذكر، الزاهد، القرشي، التونسي.

757 - أبو عَبْد اللَّه المرجانيّ، الواعظ، المذكّر، الزَّاهد، الْقُرَشِيّ، التّونسيّ. [المتوفى: 699 هـ]

كان متفنّنًا، عالمًا، مفسّرًا، مذكّرًا، حلو العبارة، كبير القدر، له شهرة فِي الآفاق. قَدِمَ الإسكندريّة مرَّة وذكّر بها وبالديار المصريّة.

سَأَلت الفقيه أَبَا مروان المالكيّ وكان قد صحِبَه، فأثنى عليه وأسهب فِي وصفه وقال: كان مقتصدًا في لباسه، يتطلسن فوق العمامة على زيّ علماء بلده. وكان بارعًا في مذهب مالك، رأسًا فِي التّفسير، عارفًا بالحديث، له قَدِمَ فِي التصوف والعبادة والزهد. وكان أشقر أشهل، أبيض الرأس واللحية، خفيف اللحم لم يصنّف شيئًا، ولا كان أحد يقدر أنّ يعيد ما يقوله لكثرة ما يقول على الآية، وربّما فسَّر فِي الآية الواحدة على لسان القوم ثلاثة أشهر. خلّف كتبًا كثيرة وعدّة أولاد.

قلت: تُوُفّي فِي هذا العام وصلّوا عليه بالقاهرة صلاة الغائب فِي رابع عَشْر رمضان. وكانت وفاته بتونس ودُفِن بظاهرها بجبل الزّلاج وشيّعه سائر أهل تونس. وكان جمعًا مشهودًا وحضره صاحب تونس المستنصر بالله أبو عبد الله محمد ابن الواثق يحيى ابن المستنصر أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن يحيى بْن عبد الواحد بن عمر الهنتاتي، وعاش اثنتين وستّين سنة، وكانت وفاته ليلة السّبت الثاني والعشرين من ربيع الآخر من السنة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015