687 - فخر الدِّين ابْن الشَّيْرجيّ، هُوَ الرئيس الصّاحب، أبو الفَضْل سليمان ابن الشيخ عماد الدين بن محمد ابن شرف الدين أحمد ابن الشَّيْخ فخر الدِّين مُحَمَّد بْن عَبْد الوهّاب ابْن الشَّيْرجيّ، الأَنْصَارِيّ، الدّمشقيّ. [المتوفى: 699 هـ]
سمع من الشَّيْخ تقيُّ الدِّين ابن الصّلاح والشرف المُرسي. ولم يحدث وتعاني الكتابة وولي نظر الدّيوان الكبير. وكان من أكابر البلد ورؤسائها الموصوفين بالكرم والحِشْمة والسُّؤدُد والإحسان. وكان فِيهِ عقل وتواضع وسكينة.
ولمّا استولى التَّتَار على البلد ألزموه بوزارتهم والسّعي فِي تحصيل الأموال، فدخل فِي ذلك مكرهًا أو مختارًا، فكان قليل الأذية، حَسَن الطَّويّة. فَلَمّا قلعهم اللَّه تعالى تمرَّض ومات فِي التّاسع والعشرين من رجب وهو فِي عَشْر السّبعين ومشى الأعيان فِي جنازته إلى باب البريد فجاء مرسوم من أرجواش بردهم ونهاهم عن حضور الجنازة وضربوا النّاس. فَلَمّا وصلت الجنازة إلى جهة القلعة أُذِن لولده شَرَف الدِّين فِي اتّباعها.