163 - حافظ الدِّين، شيخ بُخاري، هُوَ العَلامَة أبو الفضل، مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن نَصْر ابن القلانِسيّ، الْبُخَارِيّ، الحَنَفِيّ. [المتوفى: 693 هـ]
وُلِدَ فِي حدود سنة خمس عشرة وستمائة، وسمع من المحدّث أَبِي رشيد الغزال وتفقَّه على شمس الأئمّة الكردريّ. -[764]-
روى لنا عَنْهُ أَبُو العلاء الفَرَضيّ وقال: كان إمامًا، زاهدًا، قانتًا، ربانيا، صمدانيا، مفتيا، محققا، محدثا، مشارا إليه في حل مشكلات " الكشاف " جامعا لأنواع العلوم، مدرّسًا، عارفًا بالفقه والأصلين والتّفسير، سخيًّا، جوادًا، مشفقا على الطَّلبة حجّ، ودخل الشَّام وعاد إلى بلاده، تُوُفّي فِي شعبان.
قال: وكان على قاعدة السَّلَف عِلمًا وعملًا، قد جزأ اللّيل، فالثُّلُث الأوّل للراحة والثاني للعبادة والثالث لمطالعة العلم، وكان يتلألأ وجهه نورًا، فلم تر عيناي مثله فِي سَمْته وحُسن طريقته، قرأ سائر العلوم على شمس الأئمَّة مُحَمَّد بْن عَبْد السّتّار الكَرْدَريّ، وسمع منه ومن: عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم المحبوبيّ وأبي رشيد الغزّال وغيرهم، وكان شيخ الإسلام ببلاد المشرق، رحمة اللَّه عليه.