63 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الظّاهر بْن نَشْوان بْن عَبْد الظّاهر، المولى الصّاحب، فتح الدين ابن محيي الدين الجذامي الرَّوْحيّ، الْمَصْرِيّ، [المتوفى: 691 هـ]
رئيس ديوان الإنشاء ومؤتمن المملكة.
وُلِدَ بالقاهرة سنة ثمانٍ وثلاثين وستّمائة، وسمع من أبي الحسن ابن الجميزي وغيره، وحدَّث وبرع فِي الأدب والرسائل وساد فِي الدّولة المنصوريّة بفضائله وعقله ورأيه وهمّته العالية وتفنّنه فِي العلوم والفضائل، وأقام مُدةً كاتبَ السّرّ وصاحب الدّيوان، وكان السّلطان يعتمد عليه في الأمور الجليلة ويثق به لدينه وتصونه وعقله وسداده، والى ترسُّله ونظْمه المنتهى فِي الْحُسْن، ومن شِعره:
أيا عُود الأَرَاكِ ثملت سُكْرًا ... فهل خلفت بعدك من بقايا
وهل فضلت من ريقٍ يسيرٍ ... لرشْفي فالخبايا فِي الزوايا
فقال أصرت مثلي ذا ارتشافٍ ... أَنَا ابنُ جلا وطلاعُ الثّنايا
وله:
إنْ شئتَ تنظُرني وتُبصر حالتي ... قابلْ إذا هبّ النّسيمُ قَبُولًا
لتراه مثلي رِقةً ولطافةً ... ولأجل قلبك لا أقول عليلا
فهو الرسول إليك منّي ليتني ... كنت اتّخذت مع الرَّسُولِ سبيلا
وله:
ذو قوام يجور منه اعتدال ... كم طعين به من العُشّاق
سلب القصب لينها فهي غيظا ... واقعات تشكوه بالأوراق
تُوُفّي فِي منتصف رمضان بقلعة دمشق، ودُفِن بسفح قاسيون وفُجع به أَبُوهُ.