560 - المسلّم بْن مُحَمَّد بْن المُسَلِّم بْن مكّيّ بْن خلف بْن المسلم بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حصن بن صقر بن عبد الواحد بْن عليّ بْن علّان، القاضي الجليل، المُسْنِد، شمس الدين، أبو الغنائم ابن علّان القَيْسيّ، الدّمشقيّ، الكاتب. [المتوفى: 680 هـ]
وُلِدَ سنة أربعٍ وتسعين وخمسمائة، وأجاز له الشَّيْخ أبو طاهر الخُشُوعيّ، وأبو محمد ابن عساكر، وأبو سعد عبد الله ابن الصفار، وعبد الرحيم ابن الشعري، ومنصور ابن الفُرَاويّ، والعماد الكاتب، وعبد اللّطيف ابن شيخ الشيوخ، وعليّ بْن هُبَل الطبيب، وعبد القادر الرّهاويّ، وعين الشّمس الثّقفيّة، وضياء الدّين عَبْد الملك الدَّوْلعيّ، وخلق سْواهم.
وسمع " المُسْنَد " من حنبل، ورواه ببَعْلَبَكّ وبدمشق، وسمع " تاريخ بغداد " من أبي اليمن الكندي، وسمع " الغيلانيات "، و" القطيعيات الأربعة "، و" سنن أبي داود "، و" جامع الترمذي "، و" الزهد " لابن المبارك، و" الأشربة " للإمام أحمد، وجماعة أجزاء من أبي حفص بن طبرزد، وسمع " صحيح مُسْلِم " من أبي القاسم ابن الحَرَسْتانيّ، وسمع " صحيح الْبُخَارِيّ " من ابن منْدوَيْه، والعطّار.
وسمع من والده؛ ومن: تاج الُأمناء، وزين الُأمناء، وابن ملاعب، والشّيخ العماد، وابن أبي لُقمة، وابن البُنّ، وابن صَصْرى، وجماعة، وسمع من الكِنْديّ أيضًا كتاب " الحُجّة " -[405]-
لأبي عليّ الفارسيّ بفَوْت، وجماعة أجزاء.
روى عَنْهُ الشّهاب القُوصيّ فِي " معجمه " من شِعره، والدمياطي، وأبو الْحُسَيْن اليُونِينيّ، وابن تَيْميّة، والمِزّيّ، وابن العطار، وابن أبي الفتح، والبرزالي، وشرف الدين ابن المنجى، ومحمد بن أبي الحسن المقرئ، ونجم الدين أحمد بن باجوك، وتقي الدين ابن اليُونينيّ، وسعد الدّين الحارثيّ، وخلْق كثير من كهولنا، وأجاز لي مَرْوِيّاته.
قَالَ أَحْمَد بْن يُونُس الإربليّ: كان ابن علّان قد ألزم نفسه بتلاوة ختمة كلّ يوم، من سنة ثلاثٍ وسبعين إِلَى أن مات، ووقف على آخر فاطر وقضى.
قال قُطْبُ الدّين: كان من الرّؤساء الكرماء، ولي نظر الدّواوين بدمشق مدّة، وولي نظر الجهات القِبْليّة مدّة، ووليّ نظر بَعْلَبَكّ، ثُمَّ انفصل عَنْهَا، وترك الخدمة، وأقام بدمشق، ورُتِّب مُسمِعًا بدار الحديث، وله مكارم مشهورة.
قلت: روى " المُسْنَد " ثلاث مرّات، " وصحيح مُسْلِم "، " وجامع التّرمِذيّ "، وسألت أَبَا الحَجّاج الحافظ عَنْهُ فقال: شيخ جليل نبيل، من أكبر بيوتات الدمشقيّين، سمعنا منه " مُسْنَد أَحْمَد " وغير ذلك، وكان من سَرَوات النّاس وأهل المروءات، دائم البِشْر، حَسَن الخُلُق، مُحِبًّا لأهل الحديث، سهْلًا فِي الرّواية.
قلت: تُوُفّي فِي الخامس والعشرين من ذي الحجَّة، ودُفِن بسفح قاسيون، وهو جد قاضي القضاة الشيخ نجم الدين ابن صَصْرَى لأمّه.