194 - محمود بن عابد بن حسين بن محمد، الشيخ تاج الدين، أبو الثناء التميمي، الصرخدي، النحوي، الشاعر المشهور، الحنفي.

194 - محمود بْن عابد بْن حُسَيْن بْن مُحَمَّد، الشَّيْخ تاجُ الدّين، أبو الثّناء التّميميّ، الصَّرْخَديّ، النَّحْويّ، الشّاعر المشهور، الحنفيّ. [المتوفى: 674 هـ]

وُلِدَ بصَرْخَد فِي سنة ثمانٍ وتسعين وخمسمائة. وكان فقيهًا فاضلًا، نحْويًا، بارعًا، شاعرًا، مُحسِنًا، زاهدًا، متعفّفًا، خيِّرًا، متواضعًا، قانعًا، فقيرًا، كبير القدر، دَمِث الأخلاق وافر الحُرمة، تُوُفِّيَ بالمدرسة النّوريّة فِي ربيع الآخر.

كتب عَنْهُ الدّمياطيّ والأمير شمس الدين محمد ابن التيتي وجمال الدين ابن الصابونيّ.

ومن شعره:

لَمعت بين حاجر والمُصَلَّى ... نارُهُم فانجلى الظَّلَامُ وولّى

لا تعيدوا لنا حديثًا قديمًا ... حدّثَتْناهُ عنكُمُ الرّيحُ نقْلا -[283]-

مُذْ تناءوا فالعَيْنُ تحسدُ القلْبَ ... عليهم وتبعثُ الدَّمع رُسْلا

وهي معذورةٌ على مثل ليلى ... بقتل المستهام نفسا وأهلا

وله:

خليلي ما لي لا أرى بان حَاجِر ... يلوح ولا نشْر الأراك يفوح

يعزّ علينا أنْ تشطّ بنا النَّوَى ... ولي عندكم قلبٌ يذوبُ ورُوحُ

إذا نفحت من جانب الرَّمل نفحةٌ ... وفيها عَرار للغُوَيْر وشِيحُ

تذكّرتُكُم والدَّمعُ يستر مُقْلتي ... وقلبي بأسباب البعاد جريحُ

وله:

بدا كقضيب البان والظَّبي إذ يعطو ... يرنج عِطْفَيْه من الظَلْم أسفطُ

له من عبير النَّدّ فِي الخدّ نُقْطةٌ ... ينم بها من نبْت عارضه خطُّ

على خصره جال الوشاح كما غدا ... على جيده من عجبه يمرح القرط

ومن عَجَبٍ أنّ الظّباء إذا رنا ... تغار وأن الأسد من لحظه تسطو

وأعجب من ذا أن سلسال ريقه ... فرات وأن الدر في ثغره صمت

إذا ما تجلَّى في غياهِب شَعْرِهِ ... فللبدر من أنوار طلْعته مِرْطُ

خُذا لي أمانًا من لحاظٍ جُفْونِهِ ... فَمَا أحدٌ من لحْظه سالمًا قطُّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015