318 - علي بن مؤمن بن محمد بن علي، المعروف بابن عصفور. العلامة، أبو الحسن الحضرمي، الإشبيلي، حامل لواء العربية بالأندلس.

318 - عليّ بن مؤمن بن محمد بن عليّ، المعروف بابن عُصْفور. العلّامة، أبو الحسن الحضرمي، الإشبيلي، حامل لواء العربية بالأندلس. [المتوفى: 669 هـ]

أخذ عن الأستاذ أبي الحسن الدّبّاج، ثمّ عن الأستاذ أبي عليّ الشّلوبين. وتصدَّر للإشغال مدّة.

ذكر أبو عبد الله محمد بن حيّان الشّاطبيّ في " تاريخه " قال: لازم ابن عُصْفور أبا عليّ نحوًا من عشرة أعوام إلى أن ختم عليه " كتاب " سِيبَوَيْه في نحو السّبعين طالبًا.

قال الإمام أبو حيّان: الّذي نعرفه أنّه ما أكمل عليه الكتاب أصلًا.

وكان أصبر النّاس على المطالعة لا يملّ من ذلك. وله تواليف، منها:

" المقرب " الذي سارت به الركبان , وكتاب " الممتع "، و " المفتاح "، و " الهلالي "، و " الأزهار "، و " إنارة الدياجي "، و " مختصر الغرّة "، و " مختصر المحتسب "، و " مفاخرة السّالف والعِذار " وممّا شرحه ولم يكمله: " شرح المقرب "، " شرح الأشعار الستة "، "شرح الحماسة "، "شرح المتنبي "، " سرقات الشعراء "، " شرح الجزولية "، " البديع " وغير ذلك. وكان إماما في -[173]-

النحو لا يُشَقُّ غُباره ولا يُجارى. أقرأ بإشبيليّة وشريش ومالقة ولورقة ومرسية.

وولد سنة سبعٍ وتسعين وخمسمائة بإشبيليّة ومات بتونس في الرَّابع والعشرين من ذي القعدة ولم يكن بذلك الورع في دينه، فممّا قاله ارتجالًا:

لمّا تدنّسْتُ بالتّفريط في كِبَري ... وصِرتُ مُغرًى بشُرب الرّاح واللَّعَسِ

رأيتُ أنَّ خِضاب الشَّيْبِ أسْتر لي ... إنَّ البياض قليل الحمل للدَّنَسِ

ولابن عصفور من قصيدةٍ في فرسٍ كُمَيْت:

هنيئًا بطرفٍ إذا ما جرى ... ترى البرق يتعب في أثره

مصغَّرُ لفظٍ ولكنَّه ... يجلّ ويعظُمُ في قدرِهِ

قلت: كان بحرًا في العربيّة يُقرِئ الكُتُب الكبار فيها ولا يطالع عليها، وكان في خدمة أميٍر، أقرأ بعدّة مدائن.

قال ابن الزُّبَيْر: لم يكن عنده ما يؤخذ عنه سوى ما ذكر - يعني العربية - ولا تأهل بغير ذلك، رحمه الله وعفا عنه.

قلت: ولا تعلُّق له بعِلم القراءات ولا الفقه ولا رواية الحديث. وكان يخدم الأمير أبا عبد الله محمد بن أبي زكريا الهنتاتي صاحب تونس.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015