553 - يوسف بْن خليل بْن قُرَاجا بْن عَبْد اللَّه الحافظُ شمسُ الدّين، أَبُو الحَجّاج الدّمشقيّ الأَدَميّ، [المتوفى: 648 هـ]
نزيل حلب.
وُلِدَ سنة خمسٍ وخمسين وخمسمائة بدمشق، وكان مشتغلا بصنعته إلى أن صار ابن نيّفٍ وثلاثين سنة، فأخذ يسمع الحديث فسمع من: يحيى الثّقفيّ، وَأَحْمَد بن حمزة ابن المَوَازِينيّ، وابن صَدَقَة الحرّانيّ، ثُمَّ طلب الحديث وكتب الطباق، ونسخ أجزاء، وتخرج عند الحافظ عَبْد الغنيّ، وسمع منه الكثير.
وكان شابًّا؛ فطِنًا، مليح الخطّ، فحسّن لَهُ الحافظ الرّحلة وإدراك الأسانيد العراقيّة، فرحل إلى بغداد سنة سبع وثمانين، وسمع بِهَا الكثير من ذاكر بْن -[611]-
كامل، ويحيى بْن بَوْش، وابن كُلَيْب، ورجب بن مذكور، وَأَبِي منصور بْن عَبْد السّلام، وَعَبْد اللَّه بْن المبارك الأَزَجيّ، وخلْق من أصحاب ابن الحُصَيْنِ، وغيره ورجع إلى بلده بحديث كثير، وقد فهم وحفظ، وصار من خيار الطَّلَبة، فبقي متطلّعًا إلى ما بأصبهان من العوالي فِي هذا الوقت، فرحل إليها فِي سنة إحدى وتسعين، وأدرك بِهَا إسنادًا فِي غاية العُلُوّ. أكثر عن أصحاب أَبِي عَلِيّ الحدّاد وسمع الكثير من مسعود الجمال، وخليل بن بدر الراراني، وَأَبِي الفضائل عَبْد الرحيم الكاغَديّ، وَأَبِي جَعْفَر مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الطَّرَسُوسيّ، وَأَبِي طاهر بْن فاذشاه، وَأَبِي المكارم اللّبّان، والكَرّانيّ، وناصر الويرج، وَمُحَمَّد بْن أَحْمَد المهّاد، وَمُحَمَّد بْن الْحَسَن الأصفهبذ، وخلْق.
وكتب الكُتُبَ الكِبار والأجزاء، وحسُن خطّه، واتّسع حِفْظه، وجلب إلى الشّام خيرًا كثيرًا.
ثُمَّ رحل إلى مصر وسمع من: البُوصِيريّ، وإسماعيل بْن ياسين، وَأَبِي الْجُود المقرئ، وفاطمة بِنْت سعد الخير، وجماعة.
قَالَ عُمَر ابن الحاجب: سَأَلت أَبَا إِسْحَاق الصِرَّيْفِينيّ عَنْهُ، فَقَالَ: حافظ ثقة، عالِم بما يُقرأ عَلَيْهِ، لا يكاد يفوته اسمُ رَجُل.
وقال ابن الحاجب: وسألت الضّياء عَنْهُ فَقَالَ: حافظ، سَمِعَ وحصّل الكثير، وهو صاحب رحلة وتَطْواف.
قَالَ ابن الحاجب: هُوَ أحد الرّحّالين بل واحدهم فضلًا، وأوسعهم رحلة، نقل بخطه المليح ما لا يدخل تحت الحصر، وهو طيّب الأخلاق، مرضي الطريقة، متقن، ثقة، حافظ.
قلت: روى عَنْهُ: جماعة منِ كبار الحفّاظ وأخبرنا عَنْهُ الحافظان: الدّمياطيّ، وابن الظّاهريّ، وَمُحَمَّد بْن سُلَيْمَان المغربيّ، وَمُحَمَّد بْن جوهر المقرئ، وعلي بن أحمد الهاشمي، والبهاء أيوب ابن النّحّاس، وأخوه إِسْحَاق، وعزّ الدّين عَبْد العزيز ابن العديم الحاكم، وأخوه عَبْد المحسن، وطاهر بْن عبد الله ابن العجمي، وعبد الملك ابن العنيقة، وسُنْقُر الزَّيْنيّ، وَعَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد المخزوميّ، وَأَبُو حامد المؤذّن، وتاج الدّين صالح الفَرَضيّ، وَأَبُو بَكْر الدَّشْتيّ، وآخرون. -[612]-
وممّن يروي عَنْهُ فِي هذا الوقت - وهو سنة أربع عشرة -: ابن ساعد بمصر، ونخوة بِنْت النّصيبيّ بحماة، وابن أخيها مُحَمَّد بْن أحمد، وأحمد بن محمد ابن العجميّ، وإبراهيم وإسماعيل وَعَبْد الرَّحْمَن بنو صالح ابن العجميّ بحلب، والعفيف إِسْحَاق الآمِديّ، والأمين مُحَمَّد ابن النّحّاس بدمشق.
وقد خرّج لنفسه " معجمًا " سمعتُه من ابن الظاهري، و" عوالي " و" فوائد " كثيرة سمعنا عامّتها، وتفرّد بأشياء كثيرة من حديث أصبهان لخرابها واستيلاء الهَلاك عليها، مَعَ أَنَّهُ ما رحل إليها حتّى مضى من عُمره عُنْفُوانُ الشّبيبة، وصار ابن ستٍّ وثلاثين سنة.
توفي فِي ليلة عاشر جمادى الآخرة بحلب.