118 - عليُّ بن محمد بن أحمد بن حَرِيق، أبو الحَسَن المَخْزُوميّ البَلَنْسِيّ الشَّاعر. [المتوفى: 622 هـ]
قال الأبّار: شاعر بَلَنسية الفَحْل المستبحر في الآداب واللُّغات. روى عن أبي عبد الله بن حَمِيد. وكان عالماً بفنون الآداب، وحافظاً لأشعارِ العرب وأيامها، شاعرًا مُفْلقًا، اعترف لَهُ بالسّبق بُلَغَاءُ وقتِه، ودَوَّن شِعره في مجلَّدتين. ولَهُ مقصورة كالدُرَيْدِيَّة سمعتُها منه، وصحبتُه مُدَّة، وأخذ عنه أصحابُنا. وُلِدَ سَنةَ إحدى وخمسين. وتُوُفّي في ثامن عشر شعبان.
قال ابن مَسْدِيّ: كَانَ إنْ نَظَم أعجزَ وأَبْدع، وإنْ نَثَرَ أَوْجَزَ وأَبْلَغَ، سَحَبَ ذَيْلَ الفصاحةِ على سُحْبَانِها، ونبغ بإحسان على نابغتها وحسَّانها. سَمِعْتُ من تواليفه، فمن ذلك:
يا صَاحِبَيَّ ومَا البخيل بصاحبي ... هذي الخيام فأين تلك الأدمع
أَتَمُرُّ بالعَرصَاتِ لا تَبْكِي بِها ... وَهِيَ المَعَاهِدُ منهم والأربع
يا سَعْدُ مَا هذَا المُقَامُ وَقْد نَأَوْا ... أَتُقِيمُ مِن بَعْدِ القُلُوبِ الأَضْلُعُ
وأَبَى الهَوى إلّا الحُلُولَ بلعلعٍ ... وَيْحَ المَطَايَا أَيْنَ مِنْهَا لَعْلَعُ
لَمْ أَدْرِ أَيْنَ ثَوَوْا فَلَمْ أَسْأَلْ بِهِمْ ... رِيحًا تَهُبُّ ولا بَرِيقًا يَلْمَعُ