37 - عبد الواحد بن يوسف بن عبد المؤمن بن علي، السلطان أبو محمد القيسي،

37 - عبد الواحدُ بْن يوسف بْن عَبْد المؤمن بْن عَلِيّ، السلطان أبو محمد القَيْسيّ، [المتوفى: 621 هـ]

صاحبُ المغرب.

ولي الأمرَ في ذي القعدة سَنةَ عشرين بعدَ أبيه يوسُف بن مُحَمَّد. وكان كبيرَ السنّ، عاقلًا، لكن لم يُدَارِ الدَّولة ولا أَحْسَن التّدبيرَ، فخلعوه وخنقُوه في حدود شعبان. وكانت ولايتُه تسعةَ أشهر. ولَمّا بُويع كَانَ بالأندلس ابن أخيه عبدُ الله بن يعقوب، فامتنع، ورأى أنَّه أحقُّ بالأمر واستولى على الأندلس بلا كلفة، وتلقَّب بالعادل. فلمّا خُنِقَ أبو محمد، ثارت الفرنج بالأندلس، فالتقاهم العادلُ، فانهزم جيشُه، وطلب هو مُرَّاكِشَ، وتركَ بإشبيلية أخاه إدريسَ، فأتى مُرّاكِش في أسوأ حالٍ، فقبضُوا عليه، ثمّ بايعوا أبا زكريا يحيى بن مُحَمَّد بن يعقوب بن يوسُف، أخا يوسُف، وهو لَمّا بَقَل وجهُهُ، فلم يَلْبَثْ أن جاءت الأخبارُ بأن إدريس أدَّعى الخلافةَ بإشبيلية، وبايعوه، ثمّ آل أمرُ يحيى إلى أنّ حَصَره العربُ بمرَّاكِش حَتّى ضَجِرَ أهلُ مُراكِش منه، وأخرجُوه، فهرب إلى جبل دَرَن، ثمّ تعصَّب له طائفة، وعاد، وقَتَل من بمرَّاكِش من أعوان إدريس، وهرب إدريس من الأندلس، وقد توثَّبَ عليه بها الأميرُ مُحَمَّد بن يوسُف بن هود الْجُذاميّ، ودعى إلى بني العبّاس، فمال إليه النّاسُ، وخرجوا -[675]- على إدريس، فانتهى إلى مُراكش بجيشه، فواقع يحيى، فانهزم يحيى إلى الجبل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015