14 - داودُ بن سُلَيْمان بن داود بن عبد الرحمن بن سُلَيْمان بن عُمَر بن خَلَف بن عبد الله بن عبد الرؤوف بن حَوْط الله، المُحدِّث أبو سليمان الأنصاريّ الحارثيّ الأُنْدِيّ، [المتوفى: 621 هـ]
وأُنْدَةُ: من عمل بلنسية.
سكن مَالقَة، وأخذ عن أبيه، وأخيه أبي مُحَمَّد عبد الله الحافظ، ورَحَل في نواحي الأندلس، فسمع بِبَلَنْسِيَةَ من أبي عبد الله بن نوح، وأبي بكر بن مُغَاور بشاطبة، ومن أَبِي القاسم بْن حُبَيْش، وَأَبِي عَبْد اللَّه بن حَميد بمُرسية، ومن أبي القاسم بن بَشْكُوال بقُرطبة وأكثر عنه، ومن أبي عبد الله بن زَرْقُون بإشبيلية، ومن أبي عبد الله ابن الفخّار بمالقة، ومن عبد الحقّ بن بونه بالمُنكِّب، ومن أبي عبد الله بن عروس بغَرناطة، ومن أبي مُحَمَّد بن عُبَيْد الله بسبتة، ومن خلقٍ كثير. -[666]-
وأجاز له أبو الطّاهر بن عَوْف، وغيرُه من الإسكندرية.
قال الأبّار: وشيوخُه يزيدون على المائتين. وكانت الروايةُ أغلب عليه من الدِّراية. وكان هو، وأخوه أوسعَ أهل الأندلس روايةً في وقتهما، مع الجلالة والعدالةِ. وكان أبو سُلَيْمان وَرِعًا، منقبِضًا، وَلِيَ قضاءَ الجزيرة الخضراء، ثمّ قضاء بَلَنْسِيَة، وبها لقِيتُه. وتُوُفّي على قضاء مَالِقَة في سادس ربيع الآخر، وله تسعٌ وستّون سنة.
وأخذ عنه ابن مَسْدي وقال: لم أرَ أكثرَ باكيًا مِن جنازته، وحُمِلَ نعشُه على الأكفّ.