-سنة اثنتي عشرة وستمائة

فيها شرعوا في بناء المدرسة العادلية.

وفيها أغار الفرنج عَلَى بلاد الإسماعيلية، وأخذوا ثلاثمائة نفس.

وفيها أغارت الكُرْج عَلَى أَذْرَبِيجَان، فحازوا ذخائِرَها، وما يزيد عَلَى مائة ألف أسير؛ قاله أبو شامة. -[269]-

وفيها استولى الملكُ المسعود ابن الكامل عَلَى اليمن بلا حرب، وانضمّ ابنُ عمه سليمان شاه بعائلته إلى قلعة تَعِزّ، فحاصرهُ وأخذهُ، وبعثَ بِهِ إلى مِصْرَ، هُوَ وزوجته بنت سيف الإسلام.

وفي صَفَر نزل قَتَادة عَلَى المدينة وحاصرها، لغيبة سالم أمِيرها، وقطعَ كثيرًا من نخيلها، وقتل جماعة، ثم رحل عنها خائباً.

وفيها ملك خُوَارِزْم شاه بلد غَزْنَة وأعمالها، عمل عَلَى صاحبِها تاج الدّين ألدُز نائبُهُ قتلغ تكِين، وكاتب خُوارزم شاه، وَكَانَ ألدُز في الصيّد، فجاءَ خُوَارِزْم شاه فهَجَمَها، فَلَمَّا بلغَ ألدُز الخبرُ هرب عَلَى وجهه إلى لهاوور، وجلس خُوارزم شاه عَلَى تخت المُلك بها، ثم قال لقتلغ تكين: كيف كان حالك مَعَ ألدُز؟ قَالَ: كلانا مماليك السلطان شهاب الدّين، ولم يكن ألدُز يقيم بغزنة إِلَّا في الصَّيف، وَأَنَا الحاكم بها. فَقَالَ: إِذَا كنت لَا ترعى لرفيقك مَعَ ذَلِكَ، فيكف يكون حالي معك؟ فقبض عَلَيْهِ، وصادره حَتَّى استصفاه، ثُمَّ قتله، وترك ولدهُ جلال الدين خُوَارِزْم شاه بغزنة. قَالَ ابن الْأثير: وَقِيلَ: إِنَّ ذَلِكَ كَانَ في سنة ثلاث عشرة.

وأمّا ألدز فَإِنَّهُ افتتح لَهَاوور فلم يقنع بها، وسار ليفتح دَهْلة، فالتقى هُوَ وصاحبها شمس الدين الترمش، مملوك أيبك مملوك شهاب الدّين، فانكسر ألدز وقُتل. وَكَانَ ألدُز موصوفًا بالعدل والمروءة والإحسان إلى التجار.

وفيها عزل زكي الدين الطاهر ابن محيي الدّين عن قضاء دمشق، ووُلِّيَ جمالُ الدين أبو القاسم عبد الصمد ابن الحرستاني، فقضى بالحق، وحكم بالعدل.

وفيها بطل العادلُ ضمان الخَمْر والقِيان، فلم يكرِّر ذَلِكَ إلى بعد موته. -[270]-

وفيها وصل السُّهْرَوَرْدي رسولًا من الخلافة إلى العادل، ونزل بجوسق العادل.

وفيها سارَ من دمشق سالم أمير المدينة بمن استخدمه من التُّركمان والرّجال، ليقاتل قَتَادَة صاحبَ مَكَّة، فماتَ في الطّريق، وقام ابن أخيه جمّاز بعده، فمضى بأولئك وقصدَ قَتَادَة، فانهزم إلى الينبع، فتبِعوه وحَصَرُوه بقلعتها، وحصل لحُمَيد بن راجب من الغنيمة مائة فَرَس، وَحُمَيْد من عَرَب طي، وعاد الذي استخدموا صُحبة النَّاهض بن الْجَرخيّ خادم المعتمد، ومعهم كثير ممّا غنِموه من عسكر قَتَادَة، ومن وقْعَة وادي الصَّفراء، من نساء وصبيان سَبَوهم، وظهر فيهم أشراف علويّون، فتسلَّمهم أشرافُ دمشق ليواسوهم من الوقف.

وفيها كَسَرَ كَيْكَاوس صاحب الروم الفرنج الّذين ملكوا أنطاكية، وأخذها منهم.

وفيها أخذ خُوَارِزْم شاه غَزْنة بغير قتال. وأخذ ابن لاون أنطاكية من الفرنج، ثُمَّ عاد أخَذَها صاحبُ طرابُلُس من ابن لاون.

وَيُقَال: فيها كانت حركة التّتار إلى قَصْد بلاد الترك.

وفيها انهزم منْكلي الَّذِي غلب عَلَى هَمَذان وأصبهان والري فَقُتِلَ، واستقرت القواعد عَلَى أَنَّ بعض بلاده للخليفة، وبعضها لجلال الدين الصَّبَّاحي ملك الإسماعيلية وصاحب الألموت وقلاعها، وبعضها لأَزبك بن البهلوان. ولكن كَانَ الخليفة في شُغل شاغل، وحُزن عظيم بموت ابنه عَليّ عن المسَرَّة بهلاك منكلي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015