524 - عليّ بْن إِبْرَاهِيم بْن نجا بْن غنائم، زين الدّين، أبو الْحَسَن، الْأَنْصَارِيّ، الدَّمشقيّ، الحنبليّ، الواعظ المعروف بابن نُجَيَّة، [المتوفى: 599 هـ]
نزيل مصر بالشّارع.
وُلِد بدمشق سنة ثمانٍ وخمس مائة، وَسَمِعَ من عَليّ بْن أَحْمَد بْن قبيس المالكيّ، وسمع ببغداد من سعْد الخير بْن مُحَمَّد الأندلسيّ، وصاهره على ابنته فاطمة، وسمع أيضًا من عَبْد الصَّبُور بْن عبد السلام الهروي، سمع منه الجامع للترمذي، وسمع من أَبِي الفَرَج عَبْد الخالق اليُوسُفيّ فِي سنة أربعين وخمس مائة.
وحدَّث ببغداد، ودمشق، ومصر، والإسكندريَّة.
وكتب عَنْهُ أبو طاهر السِّلَفيّ مع تقدُّمه وجلالته شيئًا حكاه فِي معجم شيوخ بغداد.
ووعظ بجامع القرافة مدَّة طويلة. وكان صدْرًا محتشمًا، نبيلًا، ذا جاهٍ ورياسة، ودنيا واسعة، وتقدُّم عند الدّولة. وهو سِبْط الشيخ أبي الفرج عبد الواحد بن محمد الشيرازي، الحنبلي. وقد سار فِي الرّسْليَّة من جهة السّلطان نور الدّين إِلَى الدّيوان الْعَزِيز فِي سنة أربعٍ وستّين وخمس مائة.
روى عَنْهُ ابن خليل، والحافظ الضياء، ومحمد ابن البهاء عبد الرَّحْمَن، وأبو سُلَيْمَان ابن الحافظ عَبْد الغنيّ، وأبوه، والزكي عبد العظيم، وعبد الغني بن بنين، وجماعة. وروى عَنْهُ بالإجازة: أَحْمَد بْن أَبِي الخير.
قال الْإِمَام أبو شامة: كان كبير القدْر، معظَّمًا عند صلاح الدّين، وهو الّذي نَمَّ على الفقيه عُمارَة اليَمَنيّ وأصحابه بما كانوا عزموا عليه من قلْب الدّولة، فشنقهم صلاح الدّين. وكان صلاح الدّين يكاتبه ويحضره مجلسه. -[1176]-
وكذلك ولده الملك الْعَزِيز من بعده. وكان واعظًا مفسرًا. سكن مصر. وكان له جاهٌ عظيم، وحُرمة زائدة. وكان يجرى بينّه وبين الشهاب الطوسي العجائب لأنّه كان حنبليًّا، وكان الشّهاب أشعريًّا، وكِلاهما واعظ. جلس ابن نَجِيَّة يومًا فِي جامع القرافة، فوقع عليه وعلى جماعة سقْفٌ، فعمل الطُّوسيّ فصْلًا ذكر فِيهِ: فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ من فوقهم. وجاء يومًا كلبٌ يشقُّ الصُّفوف فِي مجلس ابن نَجِيَّة، فقال هَذَا: مِن هناك. وأشار إلى جهة الطوسي.
قال أبو المظفر ابن الجوزي: واقتنى ابن نَجِيَّة أموالًا عظيمة، وتنعَّم تنعُّمًا زائدًا، بحيث أنّه كان فِي داره عشرون جارية للفراش تساوي كلُّ واحدةٍ ألف دينار وأكثر. وكان يُعمل له من الأطعمة ما لا يعمل للملوك. وأعطاه الخلفاء والملوك أموالًا عظيمة، ومع هَذَا مات فقيرًا. كفّنه بعض أصحابه.
قال المنذريّ: مات فِي سابع رمضان.