489 - هبة الله، ويسمى أيضًا سيد الأهل، ابن علي بن سعود بْن ثابت بْن هاشم بْن غالب، أمين الدّين، أبو القاسم الأَنْصَاري، الخَزْرَجيّ، المنسْتِيريّ الأصل، البُوصِيريّ، ثُمَّ الْمَصْرِيّ المولد والدّار، الأديب الكاتب. [المتوفى: 598 هـ]
وُلِد سنة ستٍّ وخمس مائة، وعاش اثنتين وتسعين سنة. وكان مُسْنِد ديار مصر فِي وقته. سمع مع السِّلَفيّ، وبقراءته من أَبِي صادق المديني، وأبي عبد الله محمد بن بركات السّعيديّ، وأبي الْحَسَن عليّ بْن الْحُسَيْن الفرّاء، وسلطان بْن إِبْرَاهِيم، والخَفِرَة بِنْت مبشّر بْن فاتك، وغيرهم. وانفرد بالسّماع منهم. وأجاز له أبو الْحَسَن الفرّاء، وابن الخطّاب الرّازيّ وقد سمع منهما، وسمع من أَبِي طاهر السِّلَفيّ.
وحدَّث بمصر والإسكندرية، ورحل إليه المحدّثون، وقُصِد من البلاد. روى عَنْهُ ابن المفضل المقدسي، وابن خليل، والضياء، وأبو الْحَسَن السّخاويّ، والرّشيد أبو الْحُسَيْن العطّار، والرّضَى عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد الْمُقْرِئ، وأبو سليمان الحافظ، والشَّرَف عَبْد اللَّه بْن أَبِي عُمَر، والزَّيْن أَحْمَد بْن عَبْد الملك، ومحمد بْن البهاء، وخطيب مردا، وأحمد ابن زين الدّين، وأبو بَكْر بْن مكارم، ومحمد بْن عَبْد الْعَزِيز الإدريسيّ، وسليمان الأسْعرديّ، وأبو عمرو بن الحاجب، والملك المحسن أحمد ابن صلاح الدّين، وإسماعيل بْن عَبْد القويّ بْن عَزُون، وأبوه، وإسماعيل بْن صارم، وعبد اللَّه بن علاق، -[1162]- وعبد الغنيّ بْن بنين، وخلْق كثير. وأجاز لأحمد بْن أَبِي الخير.
وقد قرأت بخطّ أحمد ابن الجوهريّ الحافظ أنّه قرأ بخطّ حسن بْن عَبْد الباقي الصَّقَلّيّ أنّه سَأَلَ أَبا القاسم البُوصِيريّ الإجازة لجميع المسلمين ممّن أدرك حياته، فتلفّظ بالإجازة.
قلت: وتُوُفّي فِي ثاني ليلة من صفر.
وقال الضيّاء المقدسيّ: كان شيخنا البُوصِيريّ ثقيل السَّمْع، فكنتُ إذا قرأتُ عليه أرفع صوتي، وكان يسمع بأُذُنه اليُسْرى أجود. وكان شرس الأخلاق. وشاهدته يومًا وشيخنا الحافظ عَبْد الغنيّ يقرأ عليه من الْبُخَارِيّ فجاء فِي الحديث: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له المُلْك وله الحمد. . . الحديث.
فقال أبو القاسم: ليس فِيهِ: ويُحيى ويميت. فعلمت أنه يسمع ولله الحمد.