183 - الْحَسَن بْن مُسلَّم بْن أَبِي الْحَسَن بْن أَبِي الجود، أبو عليّ الفَارِسيّ، الحَوْرِيّ العراقيّ، الزّاهد. [المتوفى: 594 هـ]
أحد العُبّاد المشهورين رحمة اللَّه عليه. قرأ القرآن، وتفقّه فِي شبيبته. وسمع من أَبِي البدر إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الكَرْخيّ، وغيره. روى عَنْهُ يوسف بْن خليل، والدُّبيثيّ، وابن باسوَيْه، وآخرون، والتّقيّ اليَلْدانيّ. وتُوُفّي فِي حادى عشر المحرَّم، وقد بلغ التسعين أو نحوها. وكان مشتغلًا بالعبادة، منقطِع القرين.
ذكره أبو شامة فقال: أحد الأبدال، أقام أربعين سنة لا يكلّم أحدًا وكان صَائِم الدّهر، يقرأ فِي اليوم واللّيلة ختمة. وكانت السِّباع تأوي إلى زاويته. قال: تُوُفّي يوم عاشوراء، ودُفن برِباطه بالفارسيَّة، قرية من قُرى دُجَيل، وهو منها. وأمّا حَوْرا المنسوب أيضًا إليها فقريةٌ من عمل دُجَيْل.
وذكره شيخنا ابن البُزُوريّ فقال: كان مُجِدًّا فِي العبادة، ملازمًا للمحراب والسّجّادة، ورِعًا، تقيًّا، ومن الأدناس نقيًّا، ظاهر الخُشُوع، كثير البكاء والخضوع، صحِب الشيخ عبد القادر، والشيخ حمادا الدباس. كذا قال. -[1016]-
وكان النّاس يقصدونه، ويتبّركون به، ويغتنمون دعاءه. وتردّد إليه الْإِمَام النّاصر لدين اللَّه وزاره، وكان يعتقد فِيهِ.
قلت: وكان الشّيخ أبو الفرج ابن الجوزيّ يبالغ فِي وصْفه وتعظيمه، رحمه اللَّه.