163 - مكّيّ بْن أَبِي القاسم عَبْد اللَّه بْن معالي. أبو إِسْحَاق الْبَغْدَادِيّ، الغرّاد. [المتوفى: 593 هـ]
من ساكني المأمونيَّة.
طلبَ بنفسه وكتب، وحصّل الأصول وأكثر، وُلِد سنة ثلاثين وخمسمائة. وسمع أَبَا الفضل الأُرْمَوِيّ، ومحمد بْن -[1008]- ناصر، وأبا بكر الزاغواني، وطبقتهم. وخلْقًا بعدهم.
قال ابن النّجّار: لم يزل يسمع ويقرأ حتّى سمعنا بقراءته كثيرًا. وكانت له حلقة بجامع القصر لقراءة الحديث يحضر فيها المشايخ عنده.
قال: وكان صالحًا متديِّنًا، محمود الأفعال، مُحِبًّا للطّلّاب، متواضعًا، وله شعْر. وسألت شيخنا ابن الأخضر عَنْهُ فأساء الثّناء عليه. وكذا ضعْفه شيخنا عَبْد الرّزاق الْجِيليّ. وقال: كتب اسمه فِي طبقةٍ لم يكن قبل ذلك، وراجعتُه فأصرّ.
وقال الدُّبيثيّ: كان شيخنا أبو بكر الحازمي يذمّه ويَنْهى عن السّماع بقراءته.
سمع منه أبو عبد الله الدبيثي، ويوسف بن خليل، واليّلْدانيّ، وغيرهم. ولم يَرْوِ إلّا اليسير.
تُوُفّي فِي المحرَّم فِي سادسه، وشيّعه الخلْق، وحُمِل على الرؤوس.
والغرّاد. هُوَ الَّذِي يعمل البيوت من القصب فِي أعلى المنازل، وهو بغَيْنٍ معَجَمة.
وقال ابن نُقْطَة: سَأَلت ابن الحُصْريّ عَنْهُ بمكَّة فضعّفه وقال: كان يقرأ وإلى جانب حلقته جماعة يتحدّثون فيكتبهم. ووقع لي نسخة بكتاب الزّكاة من سُنَن أَبِي دَاوُد، وقد نقل مكّيّ عليه سماعًا من الأُرْمَوِيّ، فأصلحت فِيهِ مائةَ موضعٍ أو أكثر. وغاية ما أخذه الجماعة عليه التّساهل. مات يوم الجمعة سادس شهر المحرَّم. وأبوه يروي عن ابن الحُصين.