142 - مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن مَسْعُود بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن، الْإِمَام: أَبُو سَعِيد وأبو عَبْد اللَّه بْن أَبِي السّعادات المسعودي، الخُراساني، البَنْجَدِيهيّ، الفقيه الصُّوفيّ، المحدِّث. [المتوفى: 584 هـ]
وُلد سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة في أول ربيع الآخر.
وسمع بخُراسان من أَبِي شجاع عُمَر بْن مُحَمَّد البِسْطاميّ، وأبي الوقت السِّجْزيّ، ومُحَمَّد بْن أَبِي بكر السنجي، وعبد السلام بن أحمد بكبرة، وأبي النضر الفاميّ، ومَسْعُود بْن مُحَمَّد الغانميّ، والْحَسَن بْن أحمد بن محمد -[786]- الموسياباذيّ.
وسمع ببغداد من أَبِي المظفَّر مُحَمَّد بْن أحمد ابن التُّريكي؛ وبمصر من عبد الله بن رفاعة؛ وبالإسكندرية منَ السِّلَفيّ.
وحدَّث عَنْ أَبِيهِ، وعبد الصَّبُور بْن عَبْد السلام، ومَسْعُود بْن الْحَسَن الثَّقَفيّ.
وأملى بمصر سنة خمسٍ وسبعين مجالس.
وبنجديه: من أعمال مروالرُّوذ.
وأدب الملك الأفضل ابن السّلطان صلاح الدّين. وصنَّف " شرح المقامات " وطوله، واقتنى كُتبًا نفيسة بجاه الملك.
قَالَ القِفْطيّ: فأخبرني أَبُو البركات الهاشميّ، قَالَ: لما دخل صلاح الدّين حلب سنة سبعٍ وسبعين، نزل البَنْجَدِيهيّ الجامع، واختار من خزانة الوقف جُملة كُتبٍ لَمْ يمنعه منها أحد، ورأيته يحشرها فِي عدْل. وكان المحّدثون يليّنونه فِي الْحَدِيث، ولَقَبُه: تاج الدّين.
وقَالَ المُنْذريّ: كتب عَنْهُ السلفي أناشيد. وحدثنا عَنْهُ: الحافظ عَلِيّ بْن المفضل، وآخرون. وَهُوَ منسوبٌ إلى جَدّه مَسْعُود.
قُلْتُ: روى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر البلْخيّ، وزين الأمناء أَبُو البركات، والتاج بْن أَبِي جَعْفَر، وجماعة.
وقَالَ ابن خليل الأَدَميّ: لَمْ يكن فِي نقله بثقةٍ ولا مأمون.
تُوُفّي المسعودي فِي سلْخ ربيع الأول، ودُفن بسفح جبل قاسيون، ووقف كتبه بالسُّمَيْساطِيَّة.
وقَالَ ابن النّجّار فِي " تاريخه ": كَانَ المسعودي منَ الفُضَلاء فِي كُلّ فنّ، فِي الفقه، والحديث، والأدب؛ وكان من أظرف المشايخ، وأحسنهم هيئة، وأجملهم لِباسًا.
قدِم بغدادَ سنة أربع وخمسين طَالِب حديث. وسمع بدمشق -[787]- من عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي الْحَسَن الدّارانيّ، والفَلَكيّ.
وأجاز لَهُ أَبُو العز بْن كادش.