58 - عبد الله بن بري بن عبد الجبار بن بري. العلامة أبو محمد بن أبي الوحش المقدسي الأصل، المصري، النحوي، الشافعي.

58 - عَبْد اللَّه بْن بَرِّي بْن عَبْد الجبار بْن بري. العلامة أَبو مُحَمَّد بْن أَبِي الوحش المقدسيّ الأصل، الْمَصْرِيّ، النَّحْويّ، الشافعي. [المتوفى: 582 هـ]-[749]-

وُلد سنة تسع وتسعين وأربعمائة فِي رجبها. وقرأ الأدب عَلَى الْإِمَام أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الملك النَّحْويّ.

وسَمِع من أبي صادق المديني، وأبي عبد الله مُحَمَّد بْن أَحْمَد الرَّازيّ، وعبد الجبار بْن مُحَمَّد المَعَافِرِي، وعَلِيّ بْن عَبْد الرَّحْمَن الْحَضْرَمِيّ، وأبي البركات محمد بن حمزة ابن العرقي، وأبي الْعَبَّاس بْن الحُطَيْئة، وَغَيْرُهُمْ.

وتصدر بجامع مصر لإقراء العربية، وتخرَّج بِهِ جماعة كثيرة. وانفرد بهذا الشأن، وقَصَده الطَّلَبة منَ الأفاق.

قَالَ جمال الدّين القِفْطيّ: وكان عالمًا " بكتاب سِيبوَيْه " وعِلله، قيمًا باللغة وشواهدها. وكان إِلَيْهِ التصفُّح في ديوان الإنشاء، لا يصدر كتاب عن الدولة إلى ملوك النواحي إلا بعد أن يتصفَّحه. وكان يُنَسبُ إلى الغَفْلة فِي غير العربية، وتُحكى عَنْهُ حكايات. وَقَدْ تصدَّر غير واحد من أصحابه فِي حياته.

وكان قليل التصنيف، لَهُ مقدمة سماها " اللباب " وله " جواب المسائل العشرة " التي سأل عنها ملك النحاة. وله حواش على " صحاح الجوهري " أجاد فيها، وهي ستة مجلدات، وكان ثقة حُجّة.

تُوُفّي فِي السابع والعشرين من شوال.

رَوَى عَنْهُ الحافظ ابن المفضل، والزاهد أبو عُمَر المقدسيان، والفقيه عَبْد اللَّه بن نجم بن شاس، وأبو المعالي عَبْد الرَّحْمَن بْن عَلِيّ المُغيريّ، ومصطفى بْن محمود، ونبأ بْن أَبِي المكارم الأطرابُلسي، والوجيه عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد القوصي، والزاهد أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد القَسْطَلانيّ، وعبد الرحيم بْن الطُّفَيْل، وبهاء الدّين علي ابن الْجُمَّيْزيّ، ومرتضى بْن أبي الجود حاتم.

ومن تلامذته: أبو موسى عيسى بن يللبخت الجزولي صاحب " القانون ".

وقال الموفق عَبْد اللطيف: كَانَ ابن بَرّي شيخًا محقِّقًا، صُحفيًّا، ساذَج الطِّباع، أبله فِي أمور الدُّنْيَا، مُبارك الصُّحْبة، ميمون الطلعة، وفيه تغفُّل -[750]- عجيب، يستبعد مَن سمعه أن يجتمع فِي رَجُل متقِن للعِلم.

فَمنْ ذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ يلبس ثيابًا فاخرة، ويأخذ فِي كُمّه الواسع العنب والبيض والحطب. وربمّا وجد منزله مُغلَقًا فرمى بالبيض منَ الطاقة إلى داخل، ويقطر ماء العنب عَلَى قدمه، فيرفع رأسه إلى السماء ويقول: العُجب أنها تُمطِر مَعَ الصَّحو. وكان يتحدَّث ملحونًا ولا يتكلفُ، ويتبرَّم بمن يخاطبه بإعراب.

قُلْتُ: وَقَدْ أجاز لجميع من أدرك حياته من المسلمين. قرأت ذلك بخط أحمد ابن الجوهري، عَنْ خط حَسَن بْن عَبْد الباقي الصَّقَلّيّ، عَنْهُ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015