39 - محمود بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد، أَبُو الفتح المحمودي الْبَغْدَادِيّ الجعفري الصُّوفيّ، ابن الصّابونيّ. [المتوفى: 581 هـ]
من ساكني الجعفرية.
كَانَ من أجلاء الشيوخ. ولد سنة خمسمائة تقريبًا، وقرأ بالروايات عَلَى أَبِي العز القلانسيّ. وسَمِع الْحَدِيث من أبي القاسم بْن الحُصين، وأبي بكر المزرفي، وعلي بْن الْمُبَارَك بْن نَغُوبا، وأبي البدر الكَرْخيّ. وصحِب: أَبَا الْحَسَن عَلِيّ بْن مهدي الْبَصْرِيّ الصُّوفيّ، وحَمَّاد بْن مُسْلِم الدّبّاس.
وكان لَهُ رباط ببغداد. ثُمَّ إنَّه سافر إلى مصر وسكنها، وروى بها الكثير؛ حدَّث عَنْهُ ابنه عَلَم الدّين، وابن المفضل الحافظ، وجماعة.
ولقبُه جمال الدّين. وَهُوَ منسوب إلى جد أُمّه شيخ الْإِسْلَام أَبِي عُثْمَان الصّابونيّ، وقيل لجده أَبِي جَعْفَر عَلِيّ بْن أحمد المحموديّ، لاتصاله بالسلطان محمود بْن مُحَمَّد بْن ملكشاه.
ولما قدِم أبو الفتح هَذَا دمشق نزل إلى زيارته السّلطان نور الدّين -[743]- محمود، وسأله الإقامة بدمشق، فذكر لَهُ قصْده زيارة الشافعي رحمه اللَّه، فجهزه صُحبة الأمير نجم الدّين أيوب عِنْدما سار إلى ولده صلاح الدّين، وصار بينه وبَيْنَ نجم الدّين مودة أكيدة، ومحبة عظيمة، فكان السلطانان الناصر والعادل يرعيانه ويحترمانه.
وَقَدْ كتب الشَّيْخ الزَّاهد عُمَر الملا الْمَوْصِلِيّ كتابًا إلى ابن الصّابونيّ هذا يطلب منه الدعاء.
تُوفي في الثاني والعشرين من شعبان.