33 - مُحَمَّد ابْن الملك أسد الدِّين شيركوه بْن شاذي بْن مَرْوَان. الملك القاهر ناصر الدّين، [المتوفى: 581 هـ]
صاحب حمص، ابن عم صلاح الدّين.
تُوفي بحمص يوم عَرفة، وقت الوقفة، بمرضٍ حادٍ مزعج، وتملَّك حمصَ بعدَه ولده الملك المجاهد أسد الدّين شِيركُوه فطالت أيّامه.
وكان السّلطان صلاح الدّين قَدْ مرض فِي هَذِهِ السنة بحران فِي شوال حَتَّى اشتد مرضه وأوصى، فسار من عنده ناصر الدّين مُحَمَّد واجتاز بحلب، وأخذ جماعة منَ الأحداث وأعطاهم مالًا ووعدهم، وقدِم حمصَ فكاتبَ أَهْل دمشق بأن تكون لَهُ دمشق إن مات ابن عمّه. ثُمَّ عوفي صلاح الدّين.
وقيل: إنَّه سكر فقتله الخمر، وقيل: ابن عمّه سقاه سُمًّا، ونقلته زوجته بِنْت عمّه ست الشام بِنْت أيوب إلى تربتها بمدرستها الشامية بظاهر دمشق، ودفنته عِنْد أخيها شمس الدولة تورانشاه.
وكان موصوفًا بالشّجاعة والإقدام، لَهُ نفسٌ أَبيَّة، وهمّه أيّوبيَّة.
قَالَ ابن واصل: شرب خمرًا فأكثر منها فأصبح ميتًا. فأقطع السّلطان لولده الملك المجاهد وله اثنتا عشرة سنة، فتملك حمص بضْعًا وخمسين سنة.
وذُكِر العماد الكاتب أن التَّرِكَة بلغت ما قيمته ألف ألف دينار.