262 - علي بْن عَبْد اللَّه بْن خَلَف بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الملك. الإمام أبو الحسن ابن النعمة الأنصاري، الأندلسيّ، المَرِيّي، [المتوفى: 567 هـ]
نزيل بَلَنْسِية.
أخذ فِي صِغَره عَنْ أَبِي الْحَسَن بْن شفيع. وسمع من عبّاد بْن سَرْحان.
وانتقل بِهِ أَبُوهُ إلى بلنسية سنة ست وخمسمائة فقرأ بها القرآن على موسى بن خميس الضرير، وأبي عبد الله بن باسة. وأخذ العربية عَنْ أَبِي مُحَمَّد البَطَلْيُوسيّ واختصّ بِهِ. وروى عَنْ أَبِي بحر بْن العاص، وخُلَيْص بْن عَبْد اللَّه، وأبي عَبْد اللَّه بْن أَبِي الخير. ورحل إلى قُرْطُبة سنة ثلاث عشرة فتفقَّه بأبي الوليد بْن رُشْد، وأبي عَبْد اللَّه بْن الحاجّ. وسمع من أَبِي مُحَمَّد بْن عتّاب، وأبي القاسم بْن بَقِيّ، وأبي الحسن بن مغيث، وجماعة. وسمع أيضًا من أبي عليّ بْن سُكَّرَة. وأجاز له جماعة. وتصدَّر ببَلَنْسِيَة لإقراء القرآن، والفِقه، والنَّحْو، والرواية، ونشر العلوم.
قَالَ الأَبّار: وكان عالمًا متقنًا، حافظًا للفقه والتّفاسير ومعاني الآثار، مقدَّمًا فِي عِلم اللّسان، فصيحًا، مُفَوَّهًا، ورِعًا، فاضلًا، معظّمًا عند الخاصَّة والعامَّة، دمث الأخلاق، ليّن الجانب. ولي خطَّة الشُّورى وخطابة بَلَنْسِيَة -[377]- دَهْرًا، وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الإقراء والفَتْوى. وصنَّف كتاب " ريّ الظمآن فِي تفسير القرآن "، وهو كبير. وصنَّف كتاب " الإمعان فِي شرح مصنَّف النسائي أبي عبد الرحمن " بلغ فيه الغاية فِي الاحتفال والإكثار، وانتفع بِهِ النّاس، وكثُر الراحلون إِلَيْهِ. وَأَخْبَرَنَا عَنْهُ جماعة من شيوخنا، وهو خاتمة العلماء بشرق الأَنْدَلُس. تُوُفّي فِي رمضان إلى رحمة اللَّه تعالى، وهو فِي عَشْر الثّمانين. قرأ عَلَيْهِ بالروايات: أبو علي الحسن بن محمد ابن فاتح.