236 - مُحَمَّد بْن يوسف بْن سعادة، أَبُو عَبْد اللَّه المُرْسِيّ، [المتوفى: 566 هـ]
مولى سَعِيد بْن نصر.
نزيل شاطبة.
أكثر عن أبي علي بن سُكَّرَة، وصارت إِلَيْهِ عامَّة أُصُوله وكُتُبه لصهرٍ بينهما. وتفقه عَلَى أَبِي مُحَمَّد بْن جعفر. ورحل، فسمع أَبَا مُحَمَّد بْن عتّاب، وأبا بحر بْن العاص. وحجّ فلقي بالإسكندريَّة أبا الحجّاج المَيُورَقيّ فصحِبَه وأخذ عَنْهُ. وسمع بمكَّة من رزين بن معاوية، وأبي محمد بن غزال صاحب كريمة. ولقي بالمهديَّة أَبَا عَبْد اللَّه المازري، فسمع منه كتاب " المعلم ". -[356]-
قَالَ ابن الأَبّار: كَانَ عارفًا بالآثار، مشاركًا فِي التّفسير، حافظًا للفروع، بصيرًا باللّغة، مائلًا إلى التصوف. ذا حظ من عِلم الكلام، أديبًا، فصيحًا مُفَوَّهًا، خطيبًا، مَعَ الوقار، والحِلْم، والسَّمْت، والتّلاوة، والخشوع، والصّيام. ولي خطَّة الشُّورَى بمُرْسِيَة والخطابة، ثمّ ولي قضاء شاطِبة فاستوطنها. وحدَّث وأقرأ. سَمِعَ منه أَبُو الْحَسَن بْن هُذَيْل - مَعَ تقدُّمهِ - " جامع التِّرْمِذِيّ "، وصنَّف كتاب " شجرة الوهْم المترقّية إلى ذِرْوة الفهم " لم يسبق إلى مثله. حدثنا عَنْهُ أكابر شيوخنا، وكان موته بشاطِبة مصروفًا عَنِ القضاء، ودُفن فِي أوّل يوم من سنة ستٍّ، وله سبعون سنة.