130 - هبة اللَّه بْن الْحَسَن بْن هبة اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن عساكر، الفقيه صائن الدين أبو الحسين الدّمشقيّ الشّافعيّ، [المتوفى: 563 هـ]
أخو الحافظ أَبِي القاسم.
قَالَ أَبُو القاسم: وُلِد أخي فِي رجب سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، وقرأ بالروايات عَلَى أَبِي الوحْش سُبَيْع بْن قيراط، وعلى أحمد بْن مُحَمَّد بْن خَلَف الأندلسيّ مصنَّف " المُقْنِع " فِي القراءات، وهو من أصحاب أَبِي الْحُسَيْن يحيى بْن الفَرَج الخشّاب، وسمع أَبَا القاسم النّسيب، وأبا طاهر الحِنّائيّ، وأبا الحسن ابن المَوَازِينيّ، ووُجِد لَهُ سماع من أَبِي الْحَسَن بن أبي الجرو الراوي عن أبي الحسن ابن السمسار، فلم يروه، وقال: لا أحقُّ هذا الشَّيْخ، وتفقّه مدَّةً عَلَى أَبِي الْحَسَن بْن المسلم، وعلى الفقيه نصر اللَّه بْن مُحَمَّد، ورحل إلى بغداد سنة عشْر فسمع أَبَا علي بْن نَبْهان، وأبا علي ابن المهدي، وأبا الغنائم ابن المهتدي بالله، وأبا طَالِب الزَّيْنَبيّ، وأبا طَالِب بْن يوسف، وأصحاب البَرْمَكيّ، والتَّنُوخيّ، وعلّق الخلاف عَنْ أسعد المَيْهنيّ، وقرأ علي أَبِي عَبْد الله ابن أبي كدنة المتكلم شيئا من الأصول، وعلى أبي الفتح بن برهان شيئًا من أصول الفقه، وحجّ سنة إحدى عشرة ورجع إلى بغداد، ثم خرج منها سنة أربع عشرة وخمسمائة، وأعاد بالأمينيَّة لشيخه أَبِي الْحَسَن السُّلَميّ، ودرَّس بالزاوية الغربية، يعني الغزالية، وأفتى وكتب الحديث الكثير، وكان مَعْنيًّا بعلوم القرآن والنحو واللغة، وحدث بـ " طبقات ابن سعد " و " سنن الدارقطني "، وعرضت عليه الخطابة وغيرها، فامتنع، وكان خاله أَبُو المعالي يجتهد أن -[311]- ينوب عَنْهُ فِي القضاء فلم يفعل، وكان ثقة، ثَبْتًا، متيقّظًا، لَهُ شِعْر كثير، تُوُفّي فِي شعبان.
قلت: روى عَنْهُ هُوَ، وابنه القاسم، وأبو سعد السعماني، وبنو أخيه زَيْن الأُمَناء الْحَسَن، وفخر الدّين عَبْد الرَّحْمَن شيخ الشّافعيَّة، وتاج الأُمَنَاء أحمد، وأبو نصر عَبْد الرحيم بنو مُحَمَّد بْن الْحَسَن، وأبو القاسم بْن صَصْرَى، وسيف الدّولة بن غسان، ومكرم، وآخرون.
ذكر ابن الدَّبِيثيّ: أنّ الصّائن وقع في الحَمّام ففلج أياما ثم مات، رحمه الله.