55 - الخَضِر بْن شِبْلِ بْن عَبْد، الفقيه أَبُو البركات الحارثيّ، الدّمشقيّ، الشّافعيّ، [المتوفى: 562 هـ]
خطيب دمشق ومدرس الغزاليَّة، والمُجاهديَّة.
كَانَ فقيهًا، إمامًا كبير القدْر، بعيد الصِّيت، بنى نورُ الدّين مدرسته الّتي عند باب الفَرَج، وجعله مدرِّسَها، وقد قرأ عَلَى أَبِي الوحش سُبَيْع، وسمع منه، ومن ابن المَوَازِينيّ، وجماعة، روى عَنْهُ ابن عساكر، وابنه، وزين الأمناء، وأبو نصر بن الشيرازي، وآخرون.
وذكر له ابن عساكر ترجمة حسنة، فقال: سمع النسيب وأبا طاهر الحنائي، وأبا الحسن ابن الموازيني، وأبا الوحش المقرئ، وجماعة كثيرة.
وصحب أبا الحسن بن قبيس، وتفقّه عَلَى جَمال الْإِسْلَام، وأبي الفتح نصر اللَّه المصّيصيّ، وكتب كثيرًا من الحديث والفِقْه، ودرس سنة ثمان عشرة وخمسمائة، وكان سديد الْفَتْوَى، واسع المحفوظ، ثَبْتًا فِي الرّواية، ذا مُرُوءة ظاهرة، لزِمتُ درسه مدَّةً، وعلّقت عَنْهُ من مسائِل الخلاف، وكان عالِمًا بالمذهب، يتكلَّم فِي الأصول والخلاف، وُلِد فِي شعبان سنة ست وثمانين وأربعمائة، وتُوُفّي فِي ذي القعدة، ودُفن بمقبرة باب الفراديس.
وقد قَالَ السِّلَفيّ: سَمِعْتُ أَبَا البَرَكات الخَضِر بْن شِبْلٍ صاحبنا بدمشق -[273]- يَقُولُ: سَمِعْتُ الشّريف النّسيب أبا القاسم يَقُولُ: أبو علي الأهوازي المقرئ، ثقة ثقة.