389 - ريحان الحبشي، أبو محمد الزاهد الشيعي.

389 - رَيْحان الحبشيّ، أبو مُحَمَّد الزّاهد الشّيعيّ. [الوفاة: 551 - 560 هـ]

كان بالدّيار المصرّية بعد الخمسين، وكان من فُقهاء الإماميَّة الكِبار، قال ابن أبي طيئ فِي " تاريخه ": كان مقيمًا بالقاهرة، وكان مَوْلَى الأمير سديد الدّولة ظَفَر الْمَصْرِيّ. تفقّه على الشَّيْخ الفقيه عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد العزيز بْن كامل الفقيه الْمَصْرِيّ، وعليه تخرَّج، وقرأ عليه فِي سنة أربعْ وثلاثين وخمسمائة -[196]- كتاب " النهاية "، وروى عن رَيْحان سديد الدِّين شاذان بْن جبريل القمي، وحكى لي أبي مذاكرة قال: كان الفقيه ريحان من أحفظ الناس، كان يكرر على " النهاية " و" المقنعة " و" الذخيرة "، وقال: ما حفظت شيئا فنسيته. وحدَّثني أبي عن القاضي الأسعد مُحَمَّد بْن عليّ الْمَصْرِيّ قال: كان الفقيه ريحان يصوم جميع الأيام المندوب إلى صومها، وكان لا يأكل إلا من طعام يعلم أصلَه، وكان إذا قُدّمت الغِلال التقط من الطُّرُقات حبّاتٍ من الشَعير والقمح فيتقوت به، وكان يؤجر نفسه إذا احتاج، وكان لا يصلي النّوافل مقابل أحد ويقول: أخاف الرّياء. وكان إذا علم أحدًا يحبّ العِلْم قصده فِي بيته وعلّمه، ولا يأكل له شيئا، وإذا علم أن الطالب محتاج دخل به على الصالح بن رزيك وسلم، فيعلم ابن رزيك أنه جاء في مثوبة، فيقوم لذلك الرجل بجميع ما يحتاج إليه. وكان لا يطأ له على بساط، ولا يزيده أكثر من السّلام فِي باب داره، وكان ابن رزيك يبجله ويعظمه، ويقول: يقولون ما ساد من بني حام إلا اثنان: لُقمان وبلال، وأنا أقول: رَيْحان ثالثهم.

وقيل: إن ريحان هذا منذ تفقه ما نام إلا جالسا، ولا جلس قط إلا على وضوء، وأنّه ما ذكر النّار إلا وأخذه دمعٌ منها، وكان سريع الدّمعة كثير الحبّ لآل رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خفيف الرفض.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015