664 - أبو الحسين ابن المَوْصِليّ، الأندلسيّ الرئيس، [الوفاة: 541 - 550 هـ]
العالم، أحد أكابر الأندلُسِيّين وقاضي إشبيلية.
قصد حضرة أمير المسلمين يستعطفه في مصالح ثغور الجزيرة فأكرمه واحترمه، واعتمد عَلَيْهِ، وقضى أشغاله، وقال: فهل لك من حاجة تخصّك؟ قال: يا أمير المسلمين، إنّ اللَّه قد وسَّع عليّ فيما رزق، وقد كَانَ خرج من غَزَاةٍ فُأسِر، فلمّا جنّ عَلَيْهِ اللّيل أتاه روميّ، فقال: أنت ابن الْمَوْصِلِيِّ؟ قَالَ: لا. قَالَ اليَسَع: فحدَّثني، قَالَ: أنكرتُ خوفًا من التّغالي؛ لأنّي كنت أحصل في سهْم الملك، ولا أخرج بأقل من خمسين ألفًا، وربما عُذّبت لأدفع إليهم بدرا، فقال لي الرّوميّ ما أوجب اعترافي، وقال: لا تَنَمْ، أَنَا أخلّصك، فأركبني في وسط اللّيل، ووجَّه معي صاحبًا لَهُ تواعَدَ معه إلى موضع، ثم تلاقيا في آخر اللّيل، ثمّ أصبح عَلَى باب حصن للمسلمين فدخلته، ففرح بي أهله لمّا -[1014]- عرفوني، فقلت: أريد الوفاء لهذا الصّاحب المجمِل، فجعل الرجل يأتي بالدّنانير، والمرأة بالسِّوار والعِقد، وقد أخفيت الرُّوميّ شفقةً عَلَيْهِ، ثمّ أتيته فأرضيته، وقلت: هذا ما حضر، فلعلَّك أنْ تقدم إشبيلية، فقدِم بعد أشهر، فدفعت إليه تتمة ألف دينار، وانفصل يشكر ويحمد.